يخلد المغرب اليوم الثلاثاء 21 يوليوز 2015 الذكرى الرابعة والتسعين لمعركة أنوال التاريخية التي تعتبر معلمة بارزة حقق فيها المقاومون المغاربة بقيادة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، انتصارا حاسما على قوات الاحتلال الأجنبي. وفي مقال بالمناسبة، ذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن "تخليد ملحمة أنوال المجيدة في هذه السنة يتميز بأجواء التعبئة الوطنية المستمرة حول قضيتنا الوطنية الأولى، قضية الوحدة الترابية المقدسة التي أكد عليها الخطاب التاريخي ليوم 6 نونبر 2013 بمناسبة تخليد الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة للذكرى 38 للمسيرة الخضراء المظفرة، وما تلته من خطب سامية تؤكد على مواصلة التعبئة العامة لصيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية والاعتزاز بالوطن وبمقدساته وثوابته ومقوماته". ويندرج الاحتفاء بهذه الذكرى الوطنية، وفق المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في إطار صيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بمكنوناتها التاريخية والقيمة الطافحة بالأمجاد والمكرمات والزاخرة بالملاحم والبطولات لإشاعة رسالة الوطنية الصادقة والمواطنة الإيجابية الفاعلة والمسؤولة في صفوف الناشئة والشباب وأجيال الوطن الصاعدة، ويستحضر المغرب في هذه المناسبة معاني ودلالات هذه المحطة المضيئة في مسيرة الكفاح البطولي في مواجهة الاحتلال الأجنبي والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وذكرت المندوبية بأنه منذ مطلع القرن العشرين وتحديدا في الفترة الممتدة ما بين 1907 – 1912، قاد المقاوم الشريف محمد أمزيان حركة بطولية في مواجهة الغزاة، وخاض عدة معارك ضد قوات الاحتلال حقق فيها انتصارات باهرة، وظل صامدا في وجه الاحتلال الأجنبي إلى أن سقط شهيدا في ساحة الشرف والكرامة يوم 15 ماي 1912. وأضافت المندوبية في مقالها، أن مقاومة البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، جاءت كامتداد لهذه المقاومة الريفية في الزمان والمكان، حيث استطاع بطل الريف بفضل كاريزميته وشخصيته القوية هيكلة حركة المقاومة وتنظيمها سياسيا واستراتيجيا وعسكريا ولوجيستيكيا، لتشمل مناطق الشمال بكاملها. وتميزت حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحريرية، حسب المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بدقة التنظيم وقدرة الاستقطاب وبالتخطيط المحكم والإتقان في الأداء وإصابة الأهداف، إذ كانت معركة أنوال في يوليو سنة 1921 بمثابة الضربة القاضية للقوات الأجنبية بفضل الأسلوب المتطور في حرب العصابات واستباق الأحداث واكتساح الميدان. ويشار إلى أن معركة أنوال، عرفت مواجهات ضارية بين المقاومين المغاربة وقوات الاحتلال الأجنبي، وصل قائدها العام الجنرال "سيلفستر" المعروف بحنكته العسكرية آنذاك على رأس قوة عسكرية لفك الحصار عن قواته، لكنه عجز واضطر إلى الانسحاب والتراجع إلى مليلية، فلاحقه المجاهدون الريفيون بقيادة القائد البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي، وتوج المجاهدون المغاربة في هذه المعركة بانتصار ساحق.