أكد رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي أن المجال مفتوح لحركة النهضة الاسلامية المحظورة للمشاركة في الحياة السياسية القادمة للحكومة التونسية، بعد أن تم القضاء على أغلب رموزها ومنعها من ممارسة أي نشاط سياسي ديني في فترة حكم الرئيس المخلوع بن علي. وعلق الغنوشي في اتصال خاص مع "العربية"، الاثنين 17-1-2011، أن"مشاركة هذا الحزب واردة جدا"، مضيفا أن الأجزاء الخاص بتعديل قانون تنظيم ومشاركة الأحزاب، وهو ما سيتيح لكل حزب سياسي تقديم ترشحه للانتخابات شرط التزامه بمصلحة تونس وشعبها، واحترام الحريات. الانتخابات الرئاسية خلال 6 اشهر كما أكد الغنوشي أن الانتخابات الرئاسية "ستجرى خلال ستة اشهر على اقصى تقدير"، وقال الغنوشي عقب اعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ان "الانتخابات ستجرى على اقصى تقدير بعد ستة اشهر وهذا ما برز من خلال مناقشاتنا ومشاوراتنا مع مختلف الاحزاب". واعتبر ان "ستة اشهر تكون فترة معقولة حتى ندخل الاصلاحات في مستوى المنظومة القانونية وتتمكن الاحزاب من تنظيم صفوفها وتستعد للانتخابات حتى لا تكون صورية". واضاف "حسب الدستور تجرى الانتخابات في غضون 45 الى 60 يوما على اقصى تقدير لكن هذه الفترة باعتبار المجهود الذي يتعين بذله في مستوى تعديل لقوانين .. فترة لا تكفي". واعلن الغنوشي، اخر رئيس وزراء للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، عن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية ضمت ثلاثة من قادة المعارضة، مكلفة بإدارة الفترة الانتقالية حتى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية عامة. يذكر أن زعيم حركة النهضة الاسلامية المحظورة راشد الغنوشي أعلن في وقت سابق إبان سقوط حكومة بن علي قرار عودته للبلاد التونسية بعد سنوات قضاها في المنفى. راشد الغنوشي.. مؤسس حركة النهضة الإسلامية وراشد الغنوشي (69 عاما) ولد في في مدينة الحامةجنوبتونس، وتلقى تعليمه الأساسي هناك، ثم انتقل إلى مصر لمواصلة تعليمه وهناك أصبح من أعضاء المجلس العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، ثم درس في جامعة السوربون بفرنسا، وكانت له عدد من الأنشطة مع الطلاب العرب هناك، وله العديد من المشاركات الصحفية وأهمها في مجلة المعرفة التونسية ومجلة الجسور والمجتمع الكويتية وغيرها. وعرف راشد الغنوشي بنظرته المختلفة للحريات في الإسلام، والرؤية التجديدية للإسلام السياسي، حيث يرى تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن المذاهب والديانة، وكتب في هذا السياق كتابا بعنوان "الحريات في الإسلام"، والذي يرفضه معظم الإسلاميين التقليديين. حكم عليه بالسجن عدة مرات في تونس آخرها كان حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة في عام 1998، ويقيم هذه الأيام في منفاه بلندن.