تحركت الزعامة الجديدة في تونس لتشكيل حكومة ائتلافية بهدف وقف عمليات النهب واشعال الحرائق العمد واطلاق النار والتي اندلعت بعد ان اطاحت الاحتجاجات بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. وبدأ رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الغنوشي مشاورات مع الاحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني في تونس حول الاصلاحات السياسية الهادفة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال نجيب الشابي زعيم المعارضة في تونس بعد محادثات مع رئيس الوزراء محمد الغنوشي ان تونس ستجري انتخابات تحت اشراف دولي في غضون ستة أو سبعة أشهر. واضاف”اقترح السيد الغنوشي ان يشارك حزبنا في تشكيل حكومة وحدة وطنية ستكون مفتوحة امام القوى الديمقراطية وهو ما يعني حزبنا وحزبين اخرين. وفي هذه الاثناء ضيقت السلطات التونسية الخناق على الحلقة الاخيرة في نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي والمناصرين له باعتقال الجيش التونسي نحو خمسين من الحراس الشخصيين للرئيس لبن علي اثناء محاولتهم الهرب نحو ليبيا. ويقول مراقبون إن الحرس الشخصي للرئيس التونسي أصيب بحالة ارتباك كبير بعد فرار الرئيس للخارج ، فيما يتهمه آخرون بتخطيط وتنفيذ عمليات “النهب والتخريب وترويع الأهالي” التي تشهدها حاليا عدة مرافق خاصة وعامة في البلاد. كما اصدر القضاء التونسي مذكرة توقيف بحق الجنرال على السرياطي المدير العام السابق للامن الرئاسي في تونس وعدد من مساعديه بسبب “التآمر على الامن الداخلي” في اول تاكيد رسمي لوجود مليشيات تخريب منظمة يقودها السرياطي الذي كان من ابرز معاوني الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وفتحت النيابة العمومية لدى المحكمة الابتدائية بتونس تحقيقا ضد السرياطي بتهمة التآمر على امن الدولة الداخلي وارتكاب اعتداءات وعمليات سلب ونهب هدفها حمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض والاخلال بالامن. وفي وقت لاحق اعتقل الجيش التونسي قيس بن علي ابن شقيق الرئيس المخلوع في مدينة مساكنجنوب العاصمة التونسية. من جهته اعلن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية التونسية المحظورة انه سيعود خلال الايام القليلة المقبلة من المنفى في لندن. وحظرت السلطات التونسية حركة النهضة في اوائل التسعينات بعد اتهامها بالتامر للاطاحة بالنظام العلماني باستخدام العنف . وقال الغنوشي انه سيعود قريبا جدا الا انه لم يقرر متى بعد ولكن من المحتمل خلال الايام المقبلة.واردف قائلا ان الاسباب التي اجبرته على مغادرة تونس لم تعد موجودة الان وان الدكتاتورية سقطت ولم يعد هناك شيء يمنعه من العودة الى بلاده بعد 22 عاما في المنفى.وحوكم مئات من انصار النهضة في التسعينات وفر كثيرون الى الخارج. وفي الشهر الماضي اصدرت محكمة تونسية احكاما بالسجن على سبعة رجال ادينوا بالتخطيط لاحياء حركة النهضة.