في تجربة هي الأولي من نوعها في أفريقيا، أعلنت المغرب عن أولي دور العرض المخصصة للمكفوفين ، بتقنية جديدة تمكن الكفيف من تخيل المشاهد عبر الوصف والتعايش مع الفيلم بكل تفاصيلة. تقود المغرب الطريق في افريقيا باستخدامها هذه التقنية الجديدة. فعن طريق تقنية الوصف السمعي، يضحك الجميع في وقت واحد على حركات بطل الفيلم الكوميدي ، فكل مقعد في هذه السينما مجهز بأدوات لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر من محبي الأفلام للاستمتاع بالحضور،حيث يرتدي الكفيف سماعات الاذن التي تم توصيلها بجهاز استقبال صغير في ذراع المقعد، ليستمع إلى صوت يشرح تطور الأحداث بالفيلم وإشارات الجسد، وسياق المشاهد، والتفاصيل الأخرى الدقيقة التي من دونها يضيع معنى الفيلم. وتقول نادية الحنصلي من مؤسسة مهرجان مراكش السينمائي الدولي "نحن الدولة الوحيدة في افريقيا والعالم العربي التي تقدم هذه الفرصة للمكفوفين." ونقلا عن إذاعة بي بي سي ، تقوم المؤسسة والتي تستضيف المهرجان السينمائي السنوي بتمويل عملية تحويل الأفلام إلى تقنية الوصف السمعي من أجل المكفوفين. وكان المهرجان قد عرض أفلاما بتقنية الوصف السمعي للمكفوفين في العامين الماضيين. وهناك الآن ثمانية أفلام تحمل وصفا سمعيا، ومنها فيلم الأطلنطي (1934)، وفيلم الملكة الإفريقية (1951) وفيلم شرقي عدن (1955). وفي خلال 18 شهرا من الآن، سيتم إعداد ستة أفلام أخرى بهذه التقنية. وتقوم الحنصلي بكتابة النصوص للفنانين الذين يقومون بقرائتها أثناء عرض الأفلام بتقنية الوصف السمعي. وتقول الحنصلي: "لقد فكرنا في كم الكلمات التي تقال، وما هو ضروري بالفعل لفهم الفيلم بالكامل." وتضيف: "وأنا أتجنب تقديم الكثير من المعلومات التي من شأنها أن تربك هؤلاء الذين لا يستطيعون رؤية الشاشة." والهدف هو التحرك بعيدا عن الأيام التي يقوم فيها متطوعون من الرواة يقفون داخل السينما ببذل ما بوسعهم لوصف ما يدور على شاشة السينما، ولكنهم كانوا يتحدثون خلال حوارات مهمة في الفيلم. وهذا محمد دوكالي، وهو محاضر في الفلسفة في جامعة الرباط بالعاصمة المغربية، وهو من هواة التقنية الحديثة ويستخدم بالفعل جهاز كمبيوتر مجهز بشكل خاص لاستخدامه في أعماله اليومية. ويقول دوكالي "إن أحد مزايا التقنية الحديثة هو أنها تزيل بعض العقبات من طريقنا." ويقول دوكالي إنه يشاهد أفلام DVD في المنزل مع وجود شخص يحكي له ما يجري فيها. ويقول "بفضل الصوت الذي يصف ما يدور على الشاشة، نستطيع أن نفهم الأفلام بطريقة لم نكن نستطع أن نجدها من قبل."