تميزت الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ببرمجة أفلام لفائدة عشاق السينما من المكفوفين وضعاف البصر حيث تم إعداد أفلام لهذه الفئة من جمهور المهرجان بتقنية جديدة في المغرب هي تقنية "الوصف السمعي" التي تعتمد على وصف صوتي لمقاطع صامتة من الفيلم، المكفوفين، وبذلك يمكن للمكفوفين وضعاف البصر سماع وضعية في الفيلم يتم وصفها بدقة من خلال سماعة. وتجدر الإشارة إلى أن إدراج أفلام بتقنية الوصف السمعي في إطار البرمجة يشكل خصوصية فريدة يمتاز بها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن غيره من التظاهرات السينمائية العربية والإفريقية. وكانت الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش قد عرفت عرض ثمانية أفلام بتقنية الوصف السمعي تم إنتاجها من طرف القناة التلفزية الفرنسية-الألمانية Arte. وبعد النجاح الكبير الذي عرفه مشروع السينما بتقنية الوصف السمعي خلال سنة 2008، عبر رئيس مؤسسة المهرجان صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد عن أمله في تخليد هذا المشروع الذي سيصبح واحدا من أهم مواعيد المهرجان خلال مستقبل الدورات. ويسعى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش إلى تشجيع مجموع المهنيين في الميدان السينمائي على تبني تقنية الوصف السمعي خصوصا الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، القنوات التلفزية وشركات الإنتاج المغربية. كما أن ظهور التلفزة الرقمية الأرضية شكل عاملا مهما لتوسيع برمجة أفلام للمكفوفين وضعاف البصر الذين يمكنهم من خلال هذه التفنية ولوج عالم الثقافة السينمائية. نبذة تاريخية : الوصف السمعي خلال الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. عرفت الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش حضور 113 مشاركا من عشاق السينما من المكفوفين و ضعاف البصر وجهت إليهم الدعوة من طرف مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لحضور عدد من عروض الأفلام المقدمة بتقنية الوصف السمعي وقد تم في سبيل ذلك توفير الإمكانيات البشرية واللوجستيكية اللازمة لتمكين هذا الجمهور من الاستمتاع بالمهرجان. كما قامت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش خلال دورة 2008 بعيين السيد سعيد أوماسو وهو طبيب مدلك كفيف على رأس هذا المشروع إلى جانب المنشط الإذاعي السيد رشيد الصباحي، الذي أسندت له مهمة مسؤول عن التواصل، وهما يعملان معا تحت إشراف الكتابة العامة للمهرجان. من جهتها ساهمت المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين في هذا المشروع البناء بتوفير برنامج الأفلام الثمانية المعدة بتقنية الوصف السمعي بطريقة براي. وتمت برمجة ندوتين صحفيتين في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2008 استدعي لهم مهنيون سينمائيون، صحفيون وعشاق السينما من المكفوفين. كما كانت استوديوهات تلفزيونية وطنية ودولية على موعد مع هذا الحدث منها على الخصوص الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، القناة الثانية 2M، كنال + ، أورونيوز...فكانت الإسقاطات الإعلامية لهذا الحدث الفريد مهمة للغاية. الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الأفلام المبرمجة بالوصف السمعي أول فيلم مغربي يتم إعداده بتقنية الوصف السمعي منح المخرج المغربي محمد عبد الرحمان التازي لفائدة مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بالمجان حقوق فيلمه الطويل "البحث عن زوجة إمرأتي" لإعداده بتقنية الوصف السمعي باللهجة المغربية لفائدة عشاق السينما من المكفوفين وضعاف البصر المغاربة . وتمت كتابة النصوص التي تحمل وصف مشاهد الفيلم بمؤسسة المهرجان، فيما وفرت القناة الثانية 2M، بوصفها أحد شركاء المهرجان، الوسائل التقنية اللازمة لإعداد أول فيلم مغربي بتقنية الوصف السمعي، ليتم تسجيل هذه النصوص بصوتي المنشطين الإذاعيين الكبيرين: أمينة مجلال ومحمد عمورة. وستتم برمجة فيلم "البحث عن زوجة إمرأتي" في إطار الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بحضور عدد كبير من عشاق السينما من الذين يستطيعون الرؤية ومن المكفوفين وضعفاء البصر. عمليات جراحية لمرض السد في العين بمباردة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبشراكة مع مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مؤسسة الحسن الثاني لطب العيون ووزارة الصحة، سيستفيد 250 مريضا مصابا بداء السد في العين من مختلف مناطق جهة مراكش تانسيفت الحوز من إجراء عمليات جراحية بالمجان ضد هذا المرض، وستتم هذه العمليات بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن طفيل أيام 7،8 ،9 و 10 دجنبر . وسيتم توجيه الدعوة لأول المستفيدين من هذه العمليات الجراحية لحضور عرض الفيلم المغربي "البحث عن زوجة إمرأتي" للمخرج محمد عبد الرحمان التازي بتقنية الوصف السمعي . الحدث البارز للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش 2009 على غرار دورة 2008، ستتكفل مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بضيوف المهرجان من المكفوفين وضعاف البصر وذلك لتمكينهم من متابعة مختلف عروض المهرجان والمشاركة في أنشطته اليومية. وقد تمت في هذه الدورة التاسعة برمجة خمسة أفلام لمخرجين عالميين سيتم تقديمها بتقنية الوصف السمعي من بينها الفيلم المغربي "البحث عن زوجة إمرأتي" للمخرج محمد عبد الرحمان التازي والذي سيشكل الحدث البارز في هذه الدورة، والذي سيتم تقديمه يوم الخميس 10 دجنبر بحضور أبطاله الرئيسيين. كما بادرت مؤسسة المهرجان التي تبنت المشروع، بتوجيه الدعوة لعدد من الأطر من المكفوفين لتنظيم هذا الحدث. وعلى عادتها ستمنح المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين المنشورات الخاصة ببرنامج الأفلام المقدمة بالوصف السمعي مطبوعة بطريقة براي. فيما سيشهد يوم الخميس 10 دجنبر تنظيم مائدة مستديرة ينشطها الموسيقار المصري عمار الشريعي . معرض صور فوتوغرافية التقطت من طرف أشخاص مكفوفين و أشخاص ضعاف البصر "اللمس بالعين والمشاهدة باليد" بشارع السينما، سيتم خلال مدة انعقاد الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش تنظيم معرض "اللمس بالعين والمشاهدة باليد" وهو معرض لصور فوتوغرافية التقطها أشخاص، مغاربة وفرنسيين، مكفوفين أو يعانون من نقص في البصر، وقد قام هؤلاء الأشخاص بإنجاز اثني عشرة صورة فوتوغرافية ليجعلوا منا متفرجين على منظورهم للعالم. للإشارة فإن الصور الفوتوغرافية المقدمة في إطار هذا المعرض والتي تعود لمصورين مغاربة كانت قد التقطت من قلب مدينة مراكش. إن الهدف من هذا المعرض هو تمكين الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر بفضل مختلف وسائل الاتصال ذات المعاني غير المباشرة أو التي تعتمد الإشارات، من إنجاز عمل المصور الفوتوغرافي، وأن يعيد المتفرج في ذهنه تصورا عن الصورة الفوتوغرافية يرتبط بوجهة نظره الخاصة: "إن طريقتنا في المشاهدة هي التي تحدد ما نشاهد". هذا المشروع أطلقه جيروم بوكيون، وهو طالب في العلوم السياسية بجامعة باريسVIII شغوف بالتصوير الفوتوغرافي، وكان قد أنجز منذ سنة 2007 بمفرده سلسلة من الصور الفوتوغرافية في فضاءات فارغة وذلك من أجل إظهار أثر عنصر الزمن على المادة والألوان، واستمر بعد ذلك في التقاط صور خلال أسفاره المتعددة التي قام بها خصوصا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والبيرو. وهو الآن بصدد البحث في معنى الصورة غير الإدراكية من خلال تشجيع أشخاص يعانون من عمى كلي أو جزئي على إنجاز صور فوتوغرافية في إطار مشروع وجهة نظر: " اللمس بالعين والمشاهدة باليد".