وتقضي التقنية باعطاء وصف سمعي للحوارات والمشاهد الرئيسية المصورة في الفيلم اثناء فترات الفراغ بين الحوارات و/او المشاهد. وهذا الوصف السمعي سهل الوصول الى جمهور كفيف او يعاني من ضعف النظر بمجرد تجهيزه بسماعات. وتعود فكرة هذه التجربة الفريدة الى اختصاصي التدليك الطبي المغربي سعيد اوماسو المولع بالسينما. وقال اوماسو الاحد في مؤتمر صحافي "كنت اسأل من قبل جيراني عما يجري على الشاشة وازعج الناس. اما اليوم وبفضل هذه التقنية فبامكاننا ان نحظى باستقلالية". ويعرض مهرجان مراكش للفيلم العالمي في نسخته الثامنة هذه السنة خارج المسابقة ثمانية افلام لمخرجين معروفين اعادت تكييفها تقنيا شبكة التلفزة الفرنسية الالمانية "ارتيه" التي تملك خبرة طويلة في هذا المجال. وعرض اول فيلم من نوعه مساء الاحد وهو "غوريلا في الضباب". وقد عبرت مهرجانات سينمائية اخرى بينها مهرجان دبي (من 11 الى 18 دجنبر) عن اهتمامها بهذه التجربة. ويأمل مروجوها ان تكون الافلام المغربية في معظمها --ان لم يكن مجملها-- مرفقة منذ مرحلة تصويرها بوصف سمعي للمكفوفين او الذين يعانون من ضعف النظر. ولفت المخرج المغربي محمد عبد الرحمن تازي في المؤتمر الصحافي نفسه الى ان ذلك قد يكون ميزة اضافية تساعد على الحصول على المساعدات (سلفة على العائدات) المقررة للمنتجين الوطنيين. وتنتج المملكة اليوم نحو خمسة عشر فيلما طويلا ونحو 50 فيلما قصيرا. لكن ثمة عقبات تقف امام تعميم هذه الخدمة. فعلى الصعيد التقني اولا ليست جميع الافلام مهيئة لتترافق بوصف سمعي على سبيل المثال عندما تكون الحوارات او المشاهد المصورة كثيفة او بطيئة جدا كما قال اوماسو. ثم على الصعيد الانساني ثانيا "هناك مشكلة كفاءة حقيقية" كما قال. فالجمهور الكفيف او الذي يعاني من ضعف النظر يجب ان تكون لديه "ثقة تامة" في الشخص الذي سيتولى التعليقات في الفيلم والذي "سيقوم بخيار شخصي حتما". الا ان هذه التجربة تحمل في طياتها "براعم المستقبل" كما قال المدير الفني لمهرجان مراكش برونو بارد لان "السينما ليست فقط فن صورة بل وايضا فن كلمة". ويتوقع ان يحضر نحو عشرين شخصا من المكفوفين او الذين يعانون من ضعف النظر ثمانية افلام مخصصة لهم في اطار مهرجان مراكش للفيلم العالمي وتعتبر هذه المبادرة في رأي احدهم "بداية مسيرة طويلة". ويستمر مهرجان مراكش الذي يفتتح الجمعة حتى 22 نونبر.