بعد "خلف جدار العشق" و"ساعة الصفر"، أصدر الروائي المغربي عبد المجيد سباطة، عملا روائيا جديدا، بعنوان "الملف 42"، عن المركز الثقافي العربي (بيروت – الدارالبيضاء). الرواية التي تأتي في 424 صفحة، حصلت على منحة تفرغ للكتابة من مؤسسة "مفردات" لدعم المشاريع الفنية والأدبية ببلجيكا، بعد منافسة مع 190 مشروعا من جميع الدول العربية. وحسب كاتبها الشاب، "فهي رواية بحبكة مركبة، كتبت بأسلوب وتقنيات سردية ما بعد حداثية، تسير في خطين متوازيين تجمع بينهما سنة 2002 كفضاء زمني". الخط الأول يقول سباطة في تصريحه لموقع القناة الثانية، بلسان كريستين ماكميلان، روائية أمريكية ناجحة، تتعاون مع رشيد بناصر، الباحث المغربي الشاب في سلك الدكتوراه، في تحقيق أدبي الطابع، للبحث عن مؤلف رواية مغربية مغمورة صدرت عام 1989، وتضم بين أحداثها المتخيلة شخصية والد الروائية، الجندي ستيف ماكميلان، الذي عمل في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية المتمركزة بالمغرب خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. تحقيق سيقودهما إلى ملامسة خيوط واحدة من أفظع الكوارث المنسية التي امتهنت فيها كرامة عشرات الآلاف من المغاربة، سنوات قليلة بعد الاستقلال. والخط الثاني من الرواية، بلسان زهير بلقاسم، مراهق مغربي عابث، يغتصب الغالية، خادمة المنزل القاصر، فتستغل والدته المحامية نفوذها وقدرتها على التلاعب بالقوانين لإغلاق القضية وإرساله لمتابعة دراسته الجامعية في روسيا، ليواجه هناك أهوالا لم تكن في حسبان أحد. ووفق الكاتب عبد المجيد سباطة، فإن الرابط بين الخطين السرديين، هو ما سيكتشفه القارئ بعد غوصه في الأحداث المتشعبة، بما سيمكنه من فك ألغاز "الملف 42"... واضاف المتحدث ان الرواية تناقش جملة من القضايا السياسية والاجتماعية والأدبية والثقافية، في قالب تشويقي "شبه" بوليسي، لكن قضيتها الكبرى والأبرز تبقى سؤال القيمة عند المغاربة، وبحثهم الطبيعي عن الكرامة، كأبسط حق من حقوقهم الإنسانية. وكشف سباطة أن التفكير في مشروع هذه الرواية منذ نهاية 2017، مضيفا أن فترة البحث والتوثيق وجمع المصادر وبناء الحبكة استغرق منه عاما ونصف، قبل التفرغ التام للكتابة طوال تسعة أشهر متواصلة. يشار أن الرواية ستكون حاضرة في معرض الدارالبيضاء الدولي للنشر والكتاب الذي تنطلق فعالياته نهاية هذا الأسبوع، وسيتم توزيعها تدريجيا في المكتبات المغربية والعربية.