تخيل أن طفلا صغيرا يذهب إلى المدرسة أو يبحث عن أصدقاء الحي ليتقاسم معهم أوقاتا ممتعة، وإذا به يتعرض للتنمر والسخرية من طرف أقرانه (قد يكون طفلا واحدا أو أكثر) ويصبح هدفا لهم، حيث يتعمدون إهانته ومضايقته بشكل متكرر، من خلاله شتمه أو الاعتداء عليه بدنيا أو تهديده أو إلصاق صفة به وغيرها من الأساليب. كيف يكون شعور هذا الطفل؟ أكيد أنه سيتأثر نفسيا وسيعاني جراء هذا العنف الذي تعرض له، خاصة إذا لم يجد من ينصت إليه ويتدخل للحد من هذه التصرفات المسيئة له. فالطفل الذي يتعرض للتنمر والسخرية من أقرانه يشعر بالغضب والاكتئاب، وقد يؤدي ذلك إلى تراجع مستواه الدراسي، كما أنه شعوره بالحقد تجاه المتنمرين يدفعه للتفكير في الانتقام منهم، فهل هذا يعني أن الشخص الذي يمارس التنمر هو أفضل حالا من الضحية؟. ينبغي أن نعلم أن الطفل الذي يشتم ويهدد أو يعتدي على زملائه هو الآخر في حاجة إلى المساعدة، لأنه ربما يكون تعرض بدوره للتنمر، وبالتالي يبحث عن من هو أقل قوة منه ليشعر بالتفوق، كما أن هذا الطفل قد يكون عدوانيا أو يعاني من ضعف الثقة في النفس. في كلتا الحالتين، ينبغي على الآباء التدخل والإنصات لأطفالهم، وإذا تعرضوا للتنمر في المدرسة، يجب خلق جسر من التواصل بينهم وبين المؤسسة التي يدرس بها الطفل، كما يجب أن يكونوا هم قدوة لأبنائهم وأن يحرصوا على تربيتهم على الاحترام، وفي حال كان ابنهم ضحية لسخرية أقرانه، عليهم أن يعلموه التجاهل وأن لا يحل المشكل بأسلوب "اضرب من ضربك" لأننا لا يمكن أن نصحح الخطأ بالخطأ، وبالتالي يبقى الإنصات والتواصل أفضل وسيلة لحل هذا المشكل الذي لا يمكن السكوت عنه لأن عواقبه وخيمة على نفسية الطفل. الدكتور بهاء الوردي، اختصاصي في الأمراض النفسية للطفل والمراهق يسلط الضوء على هذا الموضوع في "نفهمو ولادنا". شاهدوا الفيديو