كشفت دراسة مسحية لإيرلينغ Erling بعنوان «التنمر أعراض كئيبة وأفكار انتحارية»، أجريت على 2088 تلميذاً نرويجياً في المستوى الثامن، كشفت أن الطلبة ممن يمارسون التنمر وكذلك ضحاياهم، وصلت أفكارهم إلى الانتحار، ما يدفعنا للبحث عن أسباب هذه الظاهرة وطرق علاجها. تعريف التنمر «ويكيبيديا» هو سلوك عدواني متكرر يهدف للإضرار بشخص آخر عمداً، جسدياً أو نفسياً، لاكتساب السلطة. يمكن أن تتضمن التصرفات التي تعد تنمراً التنابز بالألقاب، أو الإساءات اللفظية أو المكتوبة، أو الإقصاء المتعمد من الأنشطة، أو من المناسبات الاجتماعية.
تعريف «دان ألويس» للتنمر يعتبر «دان ألويس» النرويجي، المؤسس للأبحاث حول التنمر في المدارس، أن التنمر المدرسي أفعال سلبية متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الأذى بتلميذ آخر، تتم بصورة متكررة وطوال الوقت.
أسباب ظاهرة التنمر: الأسباب السيكوسوسيولوجية ينحدر المتنمرون من الأوساط الفقيرة، ومن العائلات التي تعاني من مشاكل اقتصادية، وغالباً ما يؤسس المتنمرون عصابات إجرامية أو ينضمون إلى عصابات إجرامية قائمة.
الأسباب الأسرية قد يحدث هذا نتيجة انشغال الأب أو الأم أو هما معاً عن تربية أبنائهما ومتابعتهم، مع إلقاء المسؤولية على غيرهم من المدرسين أو المربيات في البيوت.
الأسباب المرتبطة بالحياة المدرسية تضاعف العنف في المدارس المعاصرة إلى مستويات غير مسبوقة، وصلت حد الاعتداء اللفظي والجسدي على المدرسين من قبل الطلاب وأولياء أمورهم، حيث اندثرت حدود الاحترام الواجب بين الطالب ومعلمه.
الثورة التقنية تعتمد الألعاب الإلكترونية عادة على مفاهيم مثل القوة الخارقة وسحق الخصوم، لذلك نجد الأطفال المدمنين على هذا النوع من الألعاب، يمارسون حياتهم في مدارسهم أو بين معارفهم والمحيطين بهم بالكيفية نفسها.
علاج ظاهرة التنمر أول خطوة لعلاج هذه المشكلة هي الاعتراف بوجودها. تليها مرحلة التشخيص للوقوف على حجم هذه الظاهرة في مدارسنا وتحديد المستويات الدراسية التي تنتشر فيها أكثر من غيرها، ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التنمر.
استشارة جميع المتدخلين في حياة الطفل، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي والتي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني. في حالة ثبوت تنمر الطفل، يجب مناقشته بهدوء وتعقل، واستفساره حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا المنحى تجاه أقرانه، وتوضيح مدى خطورة هذا السلوك، وآثاره المدمرة على الضحية.
يجب تفادي وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر، أو أي نعت قادح أمام زملائه، لأن ذلك يمكن أن يؤتي بنتائج عكسية وخيمة. على الآباء عدم اختلاق الأعذار للطفل وتبرير أفعاله، خاصة أمام المعلمين والزملاء.
ينبغي التحكم فيما يشاهده الطفل في التلفاز. تذكير الأطفال بوجوب احترام مشاعر الآخرين، بمناسبة عرض مشاهد لأشخاص يتعرضون لمواقف مضحكة أو محرجة، وإقناعهم أن هذه الأمور غير مسلية وشرح شعور الآخرين إذا ما كانوا ضحايا لمثل هذه التصرفات.