قال سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي إن هجرة الكفاءات تشكل انشغالا تعاني منه العديد من البلدان من بينها المغرب، وذلك نتيجة حركية الكفاءات اتجاه بلدان أخرى بالنظر للامتيازات التي تقدمها بلدان الاستقبال، ولاسيما من حيث التعويضات المادية وظروف العمل، كما ترتبط هذه الظاهرة بما يعرفه العالم من تحولات تكنولوجية وتشجيع لحرية التنقل وحركية رؤوس الأموال والكفاءات. وعلى الصعيد الوطني أضاف أمزازي الثلاثاء 5 فبراير الجاري خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس المستشارين إن هجرة الكفاءات لا تنحصر على مسؤولية قطاع واحد أو عدة قطاعات وزارية، بل هي مسؤولية مشتركة تقتضي المزيد من التعبئة الوطنية للارتقاء بنسيجنا الاقتصادي وإنجاح النموذج التنموي الجديد الذي تسعى بلادنا إلى تحقيقه تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة". وأشار الوزير إلى أن جمعية المغاربة في كبرى الجامعات والمدارس بفرنسا نظمت مؤخرا الدورة 22 لمنتدى آفاق المغرب بباريس وتأتي هذه الدورة في ظل تزايد هجرة الأدمغة نحو البلدان الغربية، سيما في مجال الهندسة. ويهدف هذا المنتدى، الذي يستقطب أزيد من 2500 طالب وطالبة يقول الوزير، إلى المساهمة في مواجهة هجرة الأدمغة وإقناع الكفاءات المغربية بالخارج بالعودة إلى بلدهم للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. هذا وأضاف الوزير أن المنتدى المذكور الذي احتضن حوالي 50 شركة مغربية وأجنبية في المغرب، شكل فضاء للتواصل مع الطلبة والخريجين الجدد وتزويدهم بمعلومات عن فرص العمل بالمغرب مردفا بالقول،" كما أعدت الوزارة استراتيجية وطنية لتعبئة هذه الكفاءات من أجل المساهمة في التنمية المعرفية والعلمية والاقتصادية للمغرب والتي أطلق عليها إسم برنامج فينكوم" . وأوضح الوزير أن "فينكوم" استراتيجية تم إنجازها من قبل الوزارة بتشارك مع القطاعات المعنية والجمعية المغربية للبحث التنموي "Association R&D Maroc"، وذلك بمساعدة برنامج الأممالمتحدة للتنمية PNUD. ويروم برنامج هذه الاستراتيجية حسب الوزير إلى دعم البحث التنموي والتكوين ونقل التكنولوجيا والخبرات وتقديم المساعدة والخبرة لإعداد الاستراتيجيات القطاعية للتنمية وتقييم برامج ومشاريع البحث وجذب الاستثمار وشراكة الأعمال وخلق التآزر بين الكفاءات المحلية والكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، لاسيما من خلال شبكات البحث و المساهمة في تعزيز التعاون الثنائي. واعتبر أمزازي أهم المنجزات في هذه الاستراتيجية يمكن تلخيصها في دعم البرنامج لحوالي 370 خبير من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2012 و 2017 ، ويخص هذا الدعم قيام هؤلاء الخبراء بدورات تكوينية وبأنشطة تتعلق بالبحث العلمي، بالإضافة إلى مشاركتهم في الملتقيات الوطنية.