تجيب لاورا بالاتيني، ممثلة المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن أسئلة تتعلق بسياسة المغرب في معالجة قضايا الهجرة وفق بعد شمولي يقطع مع المقاربات الكلاسيكية. 1 - السيدة للاورا بالاتيني، باعتبارك خبيرة في مجال الهجرة وممثلة إحدى المنظمات المرجعية في المجال بالمغرب، كيف ترين سياسة المملكة في التعاطي مع شأن الهجرة، القضية التي تؤرق بال الكثيرين بمختلف مناطق العالم ؟ جواب : قد لا أبالغ إذا قلت إن المغرب من الدول القليلة التي يعطى بها المثل في كيفية تدبير قضايا الهجرة ومعاملة الأجانب بأسلوب حضاري وتوفير العيش الكريم لهم، ولا أدل على ذلك من ما توفره المملكة من خدمات اجتماعية وفرص التكوين لتسهيل إدماج المهاجرين في المحيط الاقتصادي والاستفادة من التنمية التي يحققها المغرب، المعروف برأس ماله البشري المتميز وتثمينه للمعرفة ومجمعه المدني النشيط. والمملكة لا تلجأ للوسائل الأمنية / القمعية لمعالجة هذا الموضوع، بل تعتمد على المقاربات الإنسانية التي مكنت الآلاف من المهاجرين الأفارقة بالخصوص من الاندماج في الحياة العامة بالمغرب، وهي مبادرة خلاقة شدت أنظار العالم إليها. 2- تخلد دول المعمور اليوم العالمي للمهاجرين في 18 دجنبر من كل سنة، كيف ترين مساهمة المغرب في تدبير ومعالجة قضية الهجرة في البعد العالمي ؟ جواب/ المغرب من الدول التي دافعت بقوة على التوصيات الصادرة سنة 2018 عن مؤتمر مراكش الدولي للهجرة، الذي جرى خلاله اعتماد وإقرار الميثاق الدولي حول الهجرة كإطار لتدبير القضية بطريقة أكثر أمنا وكرامة وإنسانية، وهو مؤشر يعطي الدليل على مدى انخراط المملكة في المساهمة على أرض الواقع وبالقرارات والتدابير الملموسة لإدارة قضية الهجرة، التي تعتبر من أكثر القضايا العالمية تعقيدا وصعوبة، لأنها ترتبط بحقوق الإنسان وحرية التنقل والأوضاع الاقتصادية وقضايا التنمية واستغلال البشر والتهرب الدولي للبشر والجريمة المنظمة. وأرى أن المغرب تعامل مع قضايا الهجرة دائما ببعد إنساني واجتماعي ناضج وفي احترام للتشريعات والمواثق الدولية لمجابهة المشاكل التي تعترض المهاجرين بغض النظر عن انتمائهم الجغرافي، لكنه يضرب بيد من حديد كل من سولت له نفسه استغلال المآسي الإنسانية والاتجار في البشر عبر قوانين صارمة أعطت ثمارها في مكافحة المنظمات الاجرامية التي تنشط في هذا المجال. 3 - كيف تقيمون علاقات التعاون بين تمثيلية المنظمة الدولية للهجرة والمؤسسات المغربية ذات الصلة ؟ جواب / التعاون مع المؤسسات المغربية في مكافحة الهجرة طبعه الاحترام والتفاهم و السلاسة دوما، وقد أبانت الإدارات المغربية المكلفة والمهتمة بقضايا الهجرة عن نضج كبير في ملامسة القضايا المعنية، وتنسق بشكل احترافي مع المنظمات الدولية المعنية، والهدف الأسمى المشترك هو توفير الفضاء المناسب لعيش المهاجرين بكرامة، وخير دليل على ذلك أن المغرب لم يستثن المهاجرين مع التلقيح ضد كورونا، ومكن المهاجرين من ولوج الخدمات الصحية حتى في الظروف الصعبة ووفر لأبناء المهاجرين التعليم اللازم والتكوين الهادف وكذا الخدمات الإدارية بدون إقصاء ولا تمييز. وما يؤكده الواقع أن المغرب يستحضر دائما، حين تدبيره لقضية الهجرة، عمقه الإفريقي والعلاقات المتميزة التي تربطه بدول القارة وتجمعه بدول الاستقبال تقليديا وسمعته الأممية والإقليمية في المساهمة في تثبيت الأمن والاستقرار وتوفير شروط التنمية، وهي أمور تجعل من المغرب بلدا منخرطا في كل المساعي الحميدة لتدبير شؤون الهجرة.