"نجاحات كبيرة وإخفاقات تستدي إعادة النظر"، أبرز عنوان لخلاصات تقرير الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، حول تدبير السلطات الحكومية لجائحة كوفيد -19 بالمغرب سنة 2021. التقرير الصادر حديثاً، شدّد على ضرورة بناء علاقات الثقة المطلوبة بين الحكومة والمواطنين، عبر تقييم الواقع الصحي والموارد المتاحة، كما أكّد على ضرورة توفير مستلزمات الصحة الضرورية، سواء على مستوى الآليات أو تحسين أوضاع الأطر الصحية. للحديث عن مخرجات التقرير، يحاور موقع القناة الثانية، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، ضمن فقرة ثلاثة أسئلة: من خلال الخلاصات التي تم التوصل إليها في التقرير، أية سياسة صحية نحتاجها اليوم في مواجهة جائحة فيروس كورونا ومتحوّراته؟ لمواجهة جائحة كورونا وطفراته المتنوعة، يبقى إصلاح الأعطاب التي تعاني منها المنظومة الصحية الوطنية ذا إلحاحية كبرى، من خلال ترجمة السياسة الصحية التي دعا إليها جلالة الملك إلى حلول عملية، لأن السيادة الصحية تروم توفير كل المستلزمات الطبية والعلاجية، لمواجهة كل الحالات الطارئة، لأن الجائحة عالمية ولا تستثني أحداً ولا أي دولة، بالتالي لا بد من رصد كل الإمكانات المادية والبشرية الخاصة، خصوصاً وأن الموارد البشرية هي الضعف الأكبر بالنسبة لوزارة الصحة، حيث أنه بالإضافة لكونها قليلة فهي منهكة خلال معركة مواجهة الجائحة منذ مارس 2020، ويواجهون الجائحة في ظروف صعبة. أكّد التقرير على أهمية اعتماد منظومة معلوماتية وإعلامية في المستوى موازاة مع الجهود الصحية، ما خلفيات هذه الدعوة؟ للأسف مرده اللجنة العلمية التي "كل عضو فيها يلغي بلغاه"، ولا نعرف رئيسها وأين تستمد معطياتها ومن يتحدث باسمها، حيث شاهدنا تصريحات متضاربة ووجوه مختلفة ووجدنا أنفسنا "أمام خبراء الأزمة". بالتالي نطالب من هذه الوزارة أن تحترم الرسالة الإعلامية وأن تعلم أن تضارب المعطيات يخلق الشك بين المواطنين ويفقد الثقة في مصداقية هذه المؤسسات، وأخطر شيء هو فقدان الثقة. هل يمكن ربط تراجع الإقبال على اللقاحات إلى "فقدان الثقة" من طرف المواطنين؟ نعم، السبب الرئيسي لعدم الثقة هو غياب الشفافية والوضوح بأهمية التمنيع واللقاح بمختلف جرعاته. علينا وضع حد لكثرة التنظير والتناقضات بالنظر لحساسية اللحظة، وعلى وزارة الصحة واللجنة العلمية تجاوز الخلافات فيما بين أطرافها، وإعادة النظر في طريقة التواصل مع المواطنين والتحسيس والتوعية بالفيروس وبخطورته، واستعادة الثقة التي يبدو أن نسبة كبيرة من المواطنين بدأت تفقدها في فعالية اللقاحات وأهميتها.