وجه مجموعة من الطلبة المغاربة العالقين بتركيا نداء للسلطات المغربية من أجل التدخل لتمكينهم من العودة للمغرب. وأفاد طالب يتابع دراسته بجامعة كارابوك بشمال تركيا لموقع القناة الثانية أن العشرات من الطلبة المغاربة كانوا يمنون النفس بالعودة إلى المغرب وقضاء شهر رمضان وعيد الفطر مع عائلاتهم وذلك بعد انتهاء الدراسة، لكنهم اصطدموا بقرار السلطات المغربية إيقاف الرحلات الجوية بين المغرب وتركيا، وهو ما جعلهم مضطرين للبقاء في تركيا والاستمرار في إثقال عائلاتهم بمصاريف باهظة، والتي تعيش بدورها ظروفا صعبة بالمغرب نتيجة تدابير حالة الطوارئ الصحية. وأضاف الطالب البالغ من العمر 21 سنة، والمنحدر من جنوب المغرب، أنه كان يخطط للعودة للمغرب بمجرد اجتياز امتحانات التمكن من اللغة التركية، والتي انتهت في بداية شهر أبريل الجاري، حيث أن الدراسة في هذا السلك ستتوقف إلى غاية شهر شتنبر المقبل، وهو موعد استئنافه الدراسة في السنة الأولى من باكلوريوس إدارة الأعمال بالجامعة ذاتها، مشيرا إلى أنه وجد نفسه عالقا بالمدينة التي تقع في شمال تركيا، وقد يضطر للبقاء فيها طيلة هذه الأشهر المتبقية. وتابع الطالب أنه وضع معقد ذلك أنه كان يخطط للعودة إلى المغرب من أجل توفير بعض المصاريف كواجبات الكراء والغاز والكهرماء والمآكل طيلة فترة توقف الدراسة، لكنه بات مجبرا في الوقت الراهن على البقاء بتركيا بعدما منع المغرب الرحلات الجوية من وإلى هذا البلد الأوروبي، ما يعني الاستمرار في مطالبة عائلته بإرسال النقود من أجل دفع كافة المستحقات المذكورة سالفا. وقال طالب آخر تواصل معه الموقع ويتابع دراسته بجامعة آيدن باسطنبول في تخصص ماجستر إدارة الأعمال إنه تفاجأ بدوره من قرار إغلاق الحدود بين البلدين، مضيفا أنه كان يريد العودة للمغرب من أجل قضاء شهر رمضان رفقة العائلة والمساهمة في تخفيف بعض المصاريف التي تتحملها عائلته، مؤكدا أن ما يزيد الطين بلة هو أن قرار السلطات المغربية فرض إغلاق ليلي في الشهر الفضيل، ذلك أنه ما سيفاقم من الأعباء المالية لوالده الذي يشتغل في مطعم، والذي سيكون محروما من مصدر دخل لكون القرار يفرض على المطاعم والمقاهي وجميع الأنشطة الأخرى التجارية وغيرها الإغلاق خلال الفترة المسائية. ويتوقع الطالب عيش ظروف صعبة بالتزامن مع الضائقة المالية التي ستعرفها عائلته خلال الشهر الفضيل، ما سيضطره للتقشف في الإنفاق والعيش على الضروريات من أجل توفير كلفة كراء شقة مشتركة مع طلبة مغاربة آخرين في مدينة بحجم اسطنبول. وانتقدت طالبة مغربية في تصريح سابق على حد قولها عدم تكليف المسؤولين بالقنصلية المغربية باسطنبول عناء التواصل مع العشرات من المغاربة الذين يطرقون أبوابها كل يوم منذ عدة أسابيع، حيث يظل العديد من المواطنين لعدة ساعات أمام مقر القنصلية دون الحصول على أجوبة من القائمين عليها، خاصة ما يتعلق بإمكانية تنظيم رحلات استثنائية. وأفاد طالب مغربي آخر تواصل معه موقع القناة الثانية أن المسؤولين بالقنصلية أخبروهم بعدم إمكانية الرجوع حاليا إلى المغرب ما دام لم يصدر قرار رسمي من السلطات المغربية بخصوص تنظيم رحلات استثنائية، مشيرا إلى أن العديد من العالقين يواجهون شبح التشرد في الشوارع بعد نفاذ أموالهم. وتابع أن بعض الطلبة سبق لهم الحجز في رحلات جوية قبيل قرار الإغلاق حيث تفاجؤوا بمسؤولي شركات الطيران التي حجزوا على متنها يخبرونهم بإلغاء رحلاتهم أو تأخيرها لمواعيد لاحقة، مضيفا أن بعض المغاربة يضطرون لسلك بعض الطرق الجانية من قبيل الحجز في رحلات من تركيا نحو دول لم يغلق المغرب الحدود معها ثم الحجز على رحلة أخرى صوب المملكة، وهو ما يثقل كاهلم بمصاريف مالية إضافية. * منهم طلبة وسياح ومهنيون.. مغاربة عالقون بتركيا ينتقدون "تجاهل" قنصلية المملكة باسطنبول