بصمت فتيحة بنطلحة على مسار متميز كفنانة تشكيلية ، بفضل استخدامها للمواد المعاد تدويرها من بقايا القماش والنفايات الصلبة وقنينات البلاستيك وقشرة الثوم في إبداع تحف فنية تعيد الحياة لتلك المخلفات. وتمثل ألوان وأشكال المواد المستخدمة مصدر إلهام لفتيحة التي جعلت من التدوير الفني والتربية البيئية محور اهتمامها كفنانة تشكيلية ومنشطة ورشات كرست وقتها وجهدها في العمل لغرس قيم المحافظة على البيئة من خلال الفن في نفوس الأطفال. تقول بنطلحة في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء أنها كانت منذ نعومة أظافرها ترافق والدها في رحلات الصيد وتجمع الأشياء التي يلفظها البحر والتي طالما أثارت لديها فضولا واهتماما بإعادة استخدامها، مضيفة أنها تتصور ما يمكن لتلك الأشياء أن تصبح عليه وتعمل على إخراج الجمال والألوان الكامنة فيها. وتؤكد الفنانة التي أصدرت في دجنبر الماضي كتاب "فن التدوير" الموجه للشباب والأطفال والذي يلقنهم كيفية صنع تحف فنية من مخلفات البحر والمتلاشيات، أن هدفها هو تحويل تلك المخلفات إلى ورود وشخصيات ومشاهد من الحاضر والماضي. مدفوعة بشغف مفرط تجاه الفن، خاضت فتيحة منذ سن مبكرة غمار الإبداع الفني واهتمت بالعديد من المدارس الفنية، قبل أن تتخصص في التربية الفنية التي تقوم بتدريسها. وتقر الفنانة العاشقة للإبداع والطبيعة والموروث الثقافي المغربي بأنه ليس من السهل تحويل النفايات إلى أعمال فنية، إذ قد يستغرق الحصول على فكرة ملهمة أسابيع وأحيانا أشهرا، مضيفة أن عشقها للفن والبيئة هو ما يحفزها على جمع المخلفات والاشتغال عليها داخل ورشتها. وتعتبر أن احترام البيئة والمحافظة عليها مسألة جوهرية مؤكدة على أهمية الفن في التوعية بالبيئة وتعزيزها. إلى جانب البيئة، تحضر تيمة "المرأة" في أعمال الفنانة فتيحة بنطلحة كما يتضح من خلال معرضها الأخير بمناسبة المنتدى العالمي الخامس "المدن الآمنة والأماكن العامة الآمنة" لهيئة الأممالمتحدة للمرأة الذي استضافته الرباط من 26 إلى 28 فبراير المنصرم. وتعمل الفنانة التشكيلية العاشقة للألوان من خلال لوحاتها على إبراز جمال روح النسوة وتعزيز صورتهن كرمز للتطور، مؤكدة أن تركيزها في أعمالها ينصب على إظهار صفاء المرأة وطبيعتها المرحة والبهيجة. وتنشط بنطلحة على نحو منتظم مبادرات لفائدة الأطفال وورشات تكوينية حول حماية البيئة موجهة للشباب، إذ تعتبر أن التدوير الفني وسيلة ملائمة لتعزيز قيم الاستدامة والحفاظ على البيئة. وترى أن توعية الأطفال بضرورة الحفاظ على البيئة يجعل منهم في المستقبل راشدين ملتزمين بقضاياها.