هي فنانة تشكيلية من نوع مختلف لا تستخدم الأدوات المتعارف عليها إنما تعمل على تدوير النفايات الصلبة لتصنع منها لوحا فنية تختلف في شكلها وأسلوبها وأيضا رسالتها. ما يلفظه البحر من نفايات صلبة وقنينات بلاستيكية هو المادة الخام التي تعتمدها فتيحة بن طلحة لإنجاز فنها لون وشكل النفايات الصلبة يلهم الفنانة لإعداد تشكيلاتها المختلفة وتيماتها المتنوعة. تقول بنطلحة في تصريح لهسبريس: "منذ أن كنت صغيرة وكنت أرافق والدي لجولات في البحر كانت تجذبني النفايات المتناثرة هنا وهناك ودائما كنت أتساءل كيف يمكن استخدامها بطريقة فنية". بدأت فتيحة الإشتغال في سن مبكرة وحفزها حبها للفن إلى التعرف على المدارس التشكيلية المختلفة إلى أن أتمت دراستها لتتخص في مجال التربية التشكيلية وتمنتهن مهنة التدريس في هذا المجال. تؤكد الفنانة التشكيلية أنه ليس من السهل أن تقوم بتحويل النفايات إلى عمل فني، مؤكدة أنه في بعض الأحيان تستغرق من يوم إلى أسبوع لمجرد الحصول على فكرة عمل فني، وطريقة الاشتغال عليه، موضحة أن أعمالها تمر من مراحل متعددة قبل أن تتمها وتخرجها في شكلها النهائي. تعمل اليوم بن طلحة أستاذة للتربية التشكيلية وتؤكد أنها دائما ما تحاول تعريف تلاميذها على فوائد تدوير النفايات الصعبة عن طريق الفن التشكيلي. تقول فتيحة: "احترام البيئة والحفاظ عليها يكون في شتى المجالات وارتباطا بميادين مختلفة"، مؤكدة على الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في التوعية والنهوض بحماية البيئة ببلادنا. ارتباط فتيحة بفنها من جهة وبتدوير النفايات الصلبة جعلها تفكر في إعداد كتاب موجه للأطفال بشكل خاص تعرفهم فيه على أهمية التدوير وعلى سبل حماية البيئة وأهمية المحافظة عليها. تضيف بن طلحة: "حبي للفن هو ما يحفزني على تجميع النفايات لساعات طوال والإشتغال داخل قاعتي المخصصة للعمل ساعات أخرى". تقوم فتيحة حاليا على إعداد معارض للأطفال وورشات تكوينية تستهدف بها النشأ وتدربه على حماية البيئة بطريقتها الخاصة، مازجة بين الفن والتربية، لخلق أسلوب خاص بها.