تمكنت الفنانة المغربية الموهوبة نجاة الباز أن تخلق من المعرض الدولي للفن المعاصر بأكادير، الذي افتتحت فعاليات دورته الأولى مساء السبت، خلوة للتواصل والالتقاء الحميمي بين نخبة من الفنانين المغاربة من مختلف الأعمار، ونظرائهم القادمين من العديد من البلدان الموزعة عبر أربع قارات. فحتى يوم 18 دجنبر الجاري، ستتحول قاعة المعارض التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات الجهوية بأكادير إلى مأوى لنخبة من الفنانين من مختلف الجنسيات للتفاعل في ما بينهم، كما ستظل على مدى ثلاثة أيام متتالية محجا لعشاق الفنون الجميلة من سكان مدينة الانبعاث وزوارها من السياح المغاربة والأجانب للإستمتاع بالنظر في اللوحات التشكيلية ، والتملي في الصور الفوتوغرافية، والتأمل في إبداعات فنية متنوعة من منحوتات وغيرها. ففي مقدمة ضيوف المعرض هناك الفنانون التشكيليون المغاربة من مختلف الأجيال الذين برعوا في التفنن في تطويع الريشة التي عكست تجارب فنية مختلفة وظفت الخطوط والأشكال الهندسية، ومزجت بين الألوان المختلفة في تناسق متناه. كما وظف الفنانون المغاربة في لوحاتهم قطع الخشب المصغرة ، ومخلفات ثمرات الأركان والعجين وغيرها ، حيث تحول هذا الخليط من المواد الأولية ، التي قد تبدو للبعض عبارة عن نفايات، إلى إبداعات تحمل بصمة فنية غاية في المتعة البصرية. وإلى جانب الفنانات والفنانين المغاربة ، تحضر في الدورة الأولى للمعرض الدولي للفن المعاصر بأكادير عينة من الإبداع الفني النسائي السعودي، ممثلا في نخبة من الفنانات ، من ضمنهن هناء نتو، اللواتي يشاركن بمجموعة من اللوحات التي تعكس تمكنهن من تقنيات التيار التجريدي، وامتلاكهن للمقومات الأكاديمية لممارسة الفن التشكيلي الحديث. كما يحضر في هذه الدورة الفن الإفريقي ممثلا بالفنان، جاكوبلو، أستاذ الفنون التشكيلية في دولة كوت ديفوار، الذي يستلهم مواضيع لوحاته من الترحال وتنقل الإنسان ، راجلا أو محمولا على ظهور الجمال بحثا عن آفاق أفضل للعيش ، وإعطاء معنى إيجابي للحياة. ومن إيطاليا حلت بأكادير الفنانة أنطوانيت ديلاي معبرة ، من خلال لوحاتها، عن انشغال فني يحتفل بالحياة بشكل يحمل بصمة فنية متميزة. كما حلت بمدينة الانبعاث الفنانة التونسية زينب التليلي الغالي، المتوجة بجوائز رفيعة ، والمتعودة على التجوال بلوحاتها عبر عدد من العواصم العربية والأجنبية. وعلاوة عن الأسماء الفنية السالف ذكرها، فإن الدورة الأولى للمعرض الدولي للفن المعاصر بأكادير استضافت أيضا أنامل فنية تنتسب إلى العراق والأردن والإمارات، والسويد وسويسرا وباناما وإسبانيا وفرنسا، وكلها أسماء برعت في تقديم بانوراما متنوعة وجذابة لفن التصوير الفوتوغرافي، والنحت، والتشكيل، وإعادة تدوير النفايات والمخلفات الصناعية لتصبح تحفا فنية غاية في الإبداع.