القاهرة- ياوندي: يواجه المنتخب المصري عقبة جديدة في حملته نحو التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للمرة الثامنة في تاريخه، عندما يلعب ضد نظيره الكاميروني (المضيف)، الخميس، في الدور قبل النهائي للمسابقة القارية. وستكون المواجهة ذات طابع ثأري للمنتخب المصري، الممثل الوحيد للكرة العربية في المربع الذهبي للبطولة، الذي يرغب في رد اعتباره بعد هزيمته في آخر مواجهة رسمية مع منتخب الكاميرون، عندما خسر أمامه 1 / 2 في المباراة النهائية لنسخة المسابقة التي استضافتها الغابون عام 2017. ويرى الكثيرون أن الفائز من لقاء المنتخبين سيتوج بتلك النسخة من البطولة، خاصة وأنهما المنتخبان الأكثر نجاحا في أمم أفريقيا، حيث يمتلك المنتخب المصري الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بكأس البطولة برصيد 7 ألقاب، بفارق لقبين أمام أقرب ملاحقيه المنتخب الكاميروني. ورغم أن هذا هو اللقاء ال11 بين منتخبي مصر والكاميرون في كأس الأمم الأفريقية، ليكون اللقاء الأكثر تكرارا في تاريخ المسابقة بالاشتراك مع مباراة منتخبي مصر وكوت ديفوار، اللذين تواجها في نفس العدد من اللقاءات بالبطولة، لكن هذه ستكون المواجهة الأولى بينهما بالدور قبل النهائي في المسابقة. وتأهل المنتخب المصري للمرة ال16 للدور قبل النهائي، لينفرد بالرقم القياسي كأكثر المنتخبات ظهورا بالمربع الذهبي في تاريخ المسابقة، بعدما فض شراكته مع نظيره النيجيري، وذلك عقب فوزه الماراثوني 2 / 1 على نظيره المغربي بعد التمديد في المواجهة العربية الخالصة التي جرت بينهما بدور الثمانية يوم الأحد الماضي. وقدم منتخب الفراعنة أداء متصاعدا في البطولة، فرغم خسارته صفر / 1 أمام منتخب نيجيريا في أولى مبارياته بمرحلة المجموعات، لكنه تعافى سريعا من آثار تلك الهزيمة، بعدما تغلب 1 / صفر على منتخبي غينيا بيساو والسودان، ليصعد للأدوار الإقصائية في المسابقة، بعد حلوله ثانية في ترتيب المجموعة الرابعة. وأطاح المنتخب المصري بمنتخب كوت ديفوار من دور ال16، بعدما تغلب عليه 5 / 4 بركلات الترجيح، عقب تعادلهما بدون أهداف في الوقتين الأصلي والإضافي، ليجتاز بعدها عقبة منتخب المغرب في دور الثمانية، محققا 4 انتصارات وخسارة وحيدة في مسيرته بالمسابقة الحالية. أما منتخب الكاميرون، فبدأ مشواره بالفوز 2 / 1 على بوركينا فاسو في المباراة الافتتاحية للبطولة، قبل أن يكتسح منتخب إثيوبيا 4 / 1 بالجولة الثانية للمجموعة الأولى، ثم تعادل 1 / 1 مع منتخب الرأس الأخضر (كاب فيردي) في ختام لقاءاته بالدور الأول، ليتربع على صدارة المجموعة. وكان طريق المنتخب الكاميروني نحو الدور قبل النهائي في البطولة، الذي بلغه للمرة العاشرة في تاريخه بعد نسخ 1972 و1984 و1986 و1988 و1992 و2000 و2002 و2008 و2017، أكثر سهولة مقارنة بمسار نظيره المصري. وفاز منتخب الأسود غير المروضة 2 / 1 في دور ال16 على منتخب جزر القمر، الذي تواجد في البطولة للمرة الأولى في تاريخه، مستغلا النقص العددي الشديد في صفوف منافسه، الذي خاض اللقاء بدون حراسه الثلاث، والذي اضطر أيضا للعب بعشرة لاعبين عقب طرد أحد لاعبيه في بداية اللقاء. وضرب منتخب الكاميرون موعدا مع منتخب جامبيا، الوافد الجديد للبطولة أيضا، حيث تغلب عليه 2 / صفر في دور الثمانية، ليظفر بورقة الترشح للدور قبل النهائي، بعدما حقق 4 انتصارات وتعادلا وحيدا خلال مشواره في البطولة. وبينما أحرز المنتخب المصري 4 أهداف خلال رحلته في البطولة حتى الآن، من بينها هدفان لنجمه محمد صلاح، فإن المنتخب الكاميروني يمتلك أكبر رصيد تهديفي بين منتخبات البطولة برصيد 11 هدفا، تناوب على تسجيلها لاعبان فقط، هما فانسون أبوبكار، الذي يتصدر ترتيب هدافي النسخة الحالية برصيد 6 أهداف، وكارل توكو إيكامبي، صاحب المركز الثاني بقائمة الهدافين، الذي لديه 5 أهداف. ويبدو منتخب مصر أكثر استقرارا في الناحية الدفاعية من نظيره الكاميروني، بعدما استقبل هدفين فقط في مبارياته الخمس رغم الشراسة الهجومية التي تمتع بها منافسوه، مقابل 4 أهداف سكنت شباك المنتخب المضيف للبطولة. رغم ذلك، فإن القلق يساور الجماهير المصرية، بعدما تلقى منتخب بلادها ضربة موجعة بغياب المدافع المخضرم أحمد حجازي عن المباراة، عقب إصابته بتمزق في أوتار العضلة الضامة خلال لقاء المنتخب المغربي، لينتهي مشواره في البطولة رسميا، كما تأكد أيضا غياب حارس المرمى محمد الشناوي عن مواجهة الكاميرون إثر إصابته بشد في العضلة الخلفية تعرض لها أمام كوت ديفوار. ويسابق المنتخب المصري الزمن من أجل تعافي لاعب الوسط حمدي فتحي والمدافع محمود حمدي الونش قبل اللقاء، بعدما غابا عن لقاء المغرب، كما يواصل الحارس الآخر محمد أبوجبل برنامجه التأهيلي للحاق بمواجهة الكاميرون، عقب إصابته أيضا في لقاء المغرب، مما اضطره لعدم استكمال المباراة. في المقابل، تبدو جميع الأوراق الرابحة لدى المنتخب الكاميروني جاهزة تماما للمباراة، غير أن القلق أيضا ينتاب العديد من جماهيره، لاسيما وأنه لم يواجه أيا من منتخبات الصفوة في القارة السمراء حتى الآن في البطولة، حيث ستكون مواجهة المنتخب المصري بمثابة أول اختبار حقيقي للفريق. وأثار صامويل إيتو، رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، الجدل، بعدما وجه خطابا ناريا للاعبي منتخب بلاده من أجل تحفيزهم قبل المواجهة المنتظرة، حيث قال: "كل ما قمتم به في هذه البطولة يجب المحافظة عليه وتدعيمه في المباريات المقبلة". وأضاف إيتو في خطابه التحفيزي، الذي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع منه: "ينبغي أن تحافظوا على نفس الروح وأن تستعدوا بشكل جيد لأننا سنكون في حرب مع منافسينا". واختتم إيتو حديثه قائلا: "لا يمكنكم أن تفوتوا هذه الفرصة التي أتيحت لكم من أجل دخول التاريخ، إنه أمر مستحيل أن يتكرر كثيرا". وستكون هناك مواجهة برتغالية من خارج الخطوط بين كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب المصري، ونظيره في المنتخب الكاميروني توني كونسيساو، حيث ستكون هذه هي المواجهة الأولى بينهما. ووجه كيروش انتقادات لاذعة لإيتو، حيث صرح للصحافيين الثلاثاء: "أعتقد أن اللعب ضد الدولة المضيفة شرف لأي فريق، وسنلعب ضد الكاميرون بكل قوة والشعب الكاميروني يقوم بكل شيء لكي ينال السعادة". وأكد مدرب منتخب مصر: "دعونا نعمل لنصنع السعادة ولذلك أدعو صامويل إيتو لتصحيح كلماته فكرة القدم ليست حربا، بل إن الحرب الحقيقة هي حماية من يلقون حتفهم على أبواب الملاعب" في إشارة منه للحادث المأساوي الذي وقع بمدخل ملعب أوليمبي، الذي يستضيف لقاء المنتخبين الخميس، وذلك قبل لقاء الكاميرون وجزر القمر الأسبوع الماضي، حيث أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة العشرات. واعتبر كيروش أنه "لم يكن من الصواب وصف تلك المباراة على أنها حرب وهناك من مات في الملعب أثناء البطولة. في النهاية أترك التعليق على تصريحات إيتو للاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأن مثل هذه التصريحات لا تستحق سوى البطاقة الحمراء". وبلغة الأرقام، يمتلك منتخب مصر تفوقا ساحقا خلال مواجهاته المباشرة مع نظيره الكاميروني على الصعيدين الرسمي والودي، حيث التقيا في 27 لقاء، حقق خلالها المصريون 15 فوزا مقابل 6 تعادلات و6 انتصارات للكاميرون. وعلى الصعيد الرسمي، التقى المنتخبان في 13 مباراة، كان الفوز من نصيب منتخب مصر في 7 لقاءات، مقابل 4 انتصارات للكاميرون، بينما تعادلا في لقائين. أما على صعيد اللقاءات العشرة السابقة بين المنتخبين في أمم أفريقيا، كان التفوق أيضا لمنتخب مصر، الذي فاز في 5 لقاءات، مقابل 4 انتصارات للكاميرون، بينما خيم التعادل على لقاء وحيد. ويأمل منتخب مصر في الحفاظ على سجله خاليا من الخسارة في الدور قبل النهائي للمباراة السابعة على التوالي، حيث ترجع آخر هزيمة لمنتخب الفراعنة في المربع الذهبي إلى نسخة المسابقة عام 1984 بكوت ديفوار، حينما خسر بركلات الترجيح أمام منتخب نيجيريا، ليبدأ بعدها سلسلة الفوز المتتالي في هذا الدور، الذي بدأه عام 1986 بالفوز على المغرب، ثم التغلب على بوركينا فاسو عام 1998، والسنغال (2006) وكوت ديفوار (2008) والجزائر (2010) وبوركينا فاسو (2017). كما سيكون هذا هو اللقاء التاسع الذي يجمع منتخب مصر بمنتخب البلد المضيف لأمم أفريقيا، حيث كانت نتائج منتخب الفراعنة في المباريات الثماني الماضية 4 انتصارات مقابل 3 هزائم وتعادل وحيد. ويلعب الفائز من هذا اللقاء في المباراة النهائية، التي تجرى يوم الأحد القادم، مع الفائز من مباراة الدور قبل النهائي الأخرى بين منتخبي بوركينا فاسو والسنغال، بينما يلعب الخاسران في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع، الذي يسبق النهائي مباشرة.