قررت المملكة العربية السعودية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، وكان القضاء المصري المعروف باستقلاله تاريخيا قد قضى بأن جماعة الإخوان منظمة إرهابية وكل ما يترتب عنها فهو إرهابي بما في ذلك حزب الحرية والعدالة، واعتبار أي نشاط باسم الجماعة نشاطا إرهابيا وكذلك الانتماء للجماعة هو انتماء لمنظمة إرهابية. وجاء ذلك بعد قرار ثلاثي، اتخذته السعودية والإمارات والبحرين، بسحب سفرائها من قطر، التي تعتبر الراعي الرسمي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والراعي لشيخه يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي ليس سوى الهيئة العقائدية للإخوان، كما أعارت قناتها الجزيرة، التي تعتبر بحق منظومة سياسية، للدفاع عن الجماعة وتبني أطروحاتها وتحريض الشعب المصري ضد الجيش والدولة. وبناء على قرار القضاء المصري اعتبار الجماعة منظمة إرهابية أصبح لزاما على الدول التي تربطها اتفاقيات تعاون مع مصر إخضاع القرار للاعتبارات القضائية الوطنية، بل إن الدول العربية أصبحت ملزمة باعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، لأن هذه الدول مرتبطة باتفاقيات للتعاون من أجل مكافحة الإرهاب. أول مبادرة لتنفيذ القرار جاءت من موريتانيا، حيث أصدرت وزارة الداخلية قرارًا يقضي بحل جمعية "المستقبل للدعوة والتربية والثقافة" كبرى الجمعيات الإسلامية في البلاد، وحظرت نشاطها. ويرأس الجمعية الشيخ الموريتاني المعروف، الداعية محمد الحسن ولد الددو عضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والرئيس السابق لمنتدى الوسطية في غرب إفريقيا. والمتحول من السلفية الجهادية إلى الدعوة الإخوانية. ويلتقي مع حركة التوحيد والإصلاح المغربية في الانتماء العقدي للوهابية السرورية التي هي انعطافة إخوانية. وأمرت وزارة الداخلية الموريتانية السلطات الأمنية بفتح تحقيق في مصادر تمويل الجمعية ورصد استخدام أموالها ومجالات عملها وعلاقاتها الداخلية والخارجية والحجز على أموالها وممتلكاتها المنقولة والثابتة. جمعية المستقبل للدعوة والتربية والثقافة، شبيهة إلى حد كبير بحركة التوحيد والإصلاح. ونهلت الجمعيتان من النبع نفسه. على مستوى العقائد تتبنى الوهابية السرورية التي هي جماعة الإخوان عندما تتسلفن. ويذكر أن ولد الددو هو رفيق لأحمد الريسوني، الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الذي يشغل فيه الإسلامي المغربي منصب نائب الرئيس أو الرئيس الفعلي بعد اشتداد الحبل حول القرضاوي. كما أن ولد الددو هو الرئيس السابق لمنتدى الوسطية لغرب إفريقيا. ومن يعرف جيدا هذا المنتدى فهو الغطاء للتنظيم الإخواني لغرب إفريقيا. وقد سلم الرئاسة السنة الماضية في الرباط لمحمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح. وبالتالي يكون الحمداوي رئيسا لفرع غرب إفريقيا للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وخلفا لولد الددو الممنوع موريتانيا. ما زالت حركة التوحيد والإصلاح تتبرأ من الانتماء للتنظيم الدولي، لكن الحمداوي يترأس فرع هذا التنظيم بغرب إفريقيا وفق معطيات تناولناها سابقا في "النهار المغربية". من كل ذلك نخلص إلى أن حركة التوحيد والإصلاح مطالبة بفك الارتباط بالإخوان عن طريق فك الارتباط بالمنتدى وإلا ستكون حالة نشاز بعد الحكم بأن الإخوان جماعة إرهابية.