قررت حكومة مصر، التي تمثل ثورة 30 يونيو، اعتبار جماعة "الإخوان المسلمون" حركة إرهابية، واعتبار كل من ينتمي إليها عضوا في جماعة إرهابية، واعتبار حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي للجماعة إرهابيا، وترتيب كل المواضعات القانونية على هذا القرار، وذلك بعد التفجيرات الأخيرة التي عرفتها مصر، واستهداف مقرات أمنية ووطنية بما فيها المسرح القومي، واستهداف الجيش المصري، والأمن الوطني ورموز مصر التاريخية والوطنية. وتمت متابعة محمد مرسي الرئيس المصري المعزول والقيادي في الإخوان المسلمون بتهمة التخابر مع حماس، قامت القيامة لأن حماس في نظرهم حركة مقاومة، ناسين أن حماس حركة متورطة في الإرهاب في سوريا ولبنان، وأن التخابر ليس مساندة لحركة مقاومة ،وإنما التخطيط مع الجناح العسكري للهجوم على السجن، الذي تم منه تهريب مرسي وضبط مكالمات هاتفية، تأمر بقتل الجنود المصريين في سيناء. إذا أصبحت جماعة الإخوان حركة إرهابية، فكل ما يتصل بها يصبح إرهابيا. فحزب الحرية والعدالة إرهابي.، والشركات الممولة إرهابية.، والمنتمون للجماعة إرهابيون. والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين إرهابي. والاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الذي يترأسه القرضاوي وينوب عنه الريسوني إرهابي. والاتحاد أفصح عن ذلك من خلال فتاويه بممارسة القتل في سوريا والعراق ومصر وليبيا. نحن هنا في مفرق خطير. ما هو مصير الجماعات المرتبطة بشكل أو بآخر بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين؟ وما هو موقف الدول من ذلك؟ وما هو موقف المغرب دولة وأحزابا ومدنيين من التوحيد والإصلاح؟ ولماذا التوحيد والإصلاح وأداتها الوظيفية العدالة والتنمية؟ وهل تنتمي هذه الحركة للإخوان المسلمين؟ يحاول زعماء الحركة والحزب التنصل من الانتماء للإخوان المسلمين. ومرة قال بنكيران زعيم الحركة والحزب، إننا فكريا أقرب للإخوان. وهي محاولة للهروب إلى الأمام فقط. فالتوحيد والإصلاح حركة وهابية سرورية وعلى مستوى العقائد إخوانية فكريا وسياسيا ومرتبطة بالعديد من الخيوط مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. ويكفي أن قيادات الإخوان المسلمين هي التي باركت دخول الجماعة الإسلامية لحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، حيث حضر إلى جانب الدكتور الخطيب كل من صالح أبو رقيق القيادي في التنظيم الدولي، وبراء الأميري نجل بهاء الدين الأميري نائب المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا. وحتى لا نتوغل أكثر فالريسوني نائب للقرضاوي في الاتحاد العالمي الذي هو أحد أجنحة الإخوان المسلمين. بالإضافة إلى أن محمد الحمداوي، رئيس التوحيد والإصلاح، آلت إليه رئاسة منتدى الوسطية لغرب إفريقيا، الذي هو الاسم المهذب للتنظيم الدولي بغرب إفريقيا. اليوم نريد أن نرفع اللبس عن بعض الغموض. لقد شاركت التوحيد والإصلاح في اجتماعات للتنظيم الدولي للإخوان بقطر، وتركيا، وأخيرا بلاهور الباكستانية. وخرجت هذه المؤتمرات بقرارات دعم الإخوان بمصر. والإخوان تحولوا إلى التفجيرات والعمليات الإرهابية. فهل اقتصرت هذه القرارات على مصر أم ستشمل دولا أخرى؟ وهل ستستمر الحركة في حضور لقاءات التنظيم الدولي الذي هو اليوم إرهابيا في دولة المنشأ؟