المغرب وقرارات مؤتمر لاهور ذرا للرماد في العيون اجتمع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تحت عنوان مؤتمر قادة الحركة الإسلامية، (اجتمع) في لاهور، وكان المغرب ممثلا بمحمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وحاول المجتمعون الإيحاء بأن الأمر يتعلق باجتماع لتداول بعض الأفكار من طرف الحركات الإسلامية في العالم، لكن الاجتماع منظم من قبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وكان مفروضا أن يعقد في تركيا لكن نظرا للظروف التي يعيشها رجب طيب أردوغان، الذي يواجه حاليا معارضة شرسة، تم نقل تنظيمه إلى لاهور في ضيافة الجماعة الإسلامية إحدى الجماعات المتطرفة التي أقرت باكرا بإمارة الإخوان العرب. وجاء تنظيم هذا اللقاء بعد وقت قصير من تنظيم لقاء آخر في إسطنبول شارك فيه امحمد الهيلالي النائب الثاني لرئيس الحركة، وأصبحت اللقاءات متقاربة ومهما اختلفت عناوينها فهدفها واحد هو معالجة تداعيات عزل محمد مرسي، الرئيس المصري السابق والمعتقل حاليا وحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة ممتلكاتها، وهي تداعيات ستؤثر لا محالة على جميع تنظيمات الإخوان، سواء كان ارتباطها تنظيميا أو فكريا استراتيجيا، وبالتالي تم الاجتماع لبحث الطرق الممكنة لعودة الإخوان للحكم في مصر حتى تنتعش باقي الحركات أو التفكير في طرق أخرى قد تكون جذرية. حركة التوحيد والإصلاح تحاول مرارا وتكرارا نفي أي علاقة لها بالإخوان المسلمين. طبعا الحركة بدأت سرورية أي أن زين العابدين سرور السلفي السوري هو الذي أثر في بنكيران وإخوانه لكن تأثيره كان بخصوص العقائد، لكن تأثير الإخوان على مجموعة بنكيران كان قويا فيما يتعلق بالتطلعات السياسية واستعادة "مجد" الخلافة. ولا يمكن للإخوان نفي علاقتهم ببهاء الدين الأميري نائب المراقب العام للإخوان بسوريا الذي كان منفيا بالمغرب. ولا يمكن لهم أن ينفوا أن اندماجهم في حزب الخطيب تم بإشراف التنظيم الدولي وبحضور صالح أبو رقيق المسؤول في التنظيم المذكور وشخصيات أخرى. وختاما تم تسليم الحمداوي رئاسة غرب إفريقيا للتنظيم الدولي الذي يحمل اسم منتدى الوسطية لغرب إفريقيا. عدنا إلى تذكير التوحيد والإصلاح بحقيقة انتمائها الإخواني فقط لأنهم يريدون الآن الترويج لاستقلاليتهم عن باقي الحركات الإسلامية، ومن جهة أخرى كي نسألهم لنعرف مواقفهم. مؤتمر لاهور ليس اجتماعا لتداول الأفكار ولكن تجمع إخواني لاتخاذ قرارات مهمة في تاريخ الجماعة دوليا. وهي قرارات تتعلق بمصير حكومات الإخوان المسلمين أو ما يسمى حكومات الربيع العربي. السؤال المطروح اليوم : ماذا لو اتخذ المؤتمر قرارات ملزمة ووضع لها خطة للتنفيذ وكانت في صالح الجماعة لكن مضرة بالمغرب؟ هل ستعلن الحركة انسحابها من المؤتمر أم ستواري الموضوع بعبارات ديبلوماسية؟ التوحيد والإصلاح اليوم أمام المحك، فهي ملزمة بأن تختار بين انحيازها للتنظيم الدولي وقراراته ومواقفه وبين الانحياز للمغرب الذي توجد على رأس حكومته من خلال أداتها الوظيفية حزب العدالة والتنمية. التحدي مطروح على بنكيران باعتباره زعيم هذه الهمروجة التي تجمع التوحيد والإصلاح والعدالة والتنمية والحكومة الملتحية وتدعم قرارات التنظيم الدولي.