يبدأ وفد أوربي زيارة تفتيشية لمخيمات اللاجئين الصحراويين المحتجزين بتندوف. ويتكون هذا الوفد من نواب برلمانيين ينتمون لفريق الاشتراكيين والديمقراطيين. وحسب نائبة رئيس الفريق المذكور، البلجيكية فيرونيك دو كيزير، فإن هذه الزيارة، التي تأتي عقب الزيارة التي تمت في شهر يونيو الماضي من طرف نفس الفريق إلى المغرب، تهدف إلى تقييم الوضع في مخيمات تندوف، والوقوف على حقيقة الوضع المأسوي فيها. وفد المفتشين الأوربيين سيلتقي أيضا مع مسؤولين جزائريين وكذا مع برلمانيين يمثلون حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائرية. ومن أبرز محطات هذه الزيارة التفتيشية للوفد الأوربي التوجه إلى معسكرات الاحتجاز بتندوف، ولقاؤه بزوجة المناضل الصحراوي، مصطفى سلامة ولد سيدي مولود، الذي أبعدته "البوليساريو" والجزائر، قسرا، عن زوجته وأسرته منذ سنوات. وكانت هذه الزيارة مطلب العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية الوطنية والدولية، خاصة أن لا أحد يعرف ما يجري داخل مخيمات تندوف، فبالأحرى في معتقلاتها، ولا حقيقة ووضع المقيمين فيها الذين تم ترحيلهم بالقوة من الأقاليم الجنوبية للمملكة إلى تندوف حيث تم نصب مخيمات بها. وتبقى زيارة وفد المفتشين الأوربيين لمعسكرات الاعتقال والاحتجاز المحطة الأهم في زيارتهم لتندوف. ولعلهم سيقفون على حقيقة الوضع الذي ظلت "البوليساريو" تتستر عليه وتخفيه عن أنظار العالم. ومن دون شك، فإن الوفد الأوربي يتوفر على ما يكفي من المعطيات والدلائل على حالات فظيعة لانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها عصابات "البوليساريو" في حق كل من يخالف رأيها وتوجهاتها، مما سيسمح له بتكوين نظرة واقعية على حقيقة وضعية حقوق الإنسان التي يتشدق بها الانفصاليون. إلى جانب هذا، سيسمح لقاء الوفد الأوربي مع زوجة المناضل الصحراوي مصطفى ولد سيدي مولود ومحادثاته معها بتسليط الضوء على كثير من الأشياء، خاصة بعد أن تم منعها وأبنائها من الالتحاق بزوجها الذي تم إبعاده بالقوة إلى موريتانيا بعد اعتقاله وتعذيبه في معسكرات احتجاز سرية بتندوف، وحرمانه وعائلته من أبسط حقوقه الإنسانية المتمثلة في حرية التنقل والاجتماع والتعبير. ولا شك أن ما سيقف عليه وفد المفتشين الأوربيين سيتم تدوينه وصياغته في تقاريره قبل إحالته على أنظار البرلمان الأوربي. كما أن هذه الزيارة التفتيشية ستفتح الباب على مصراعيه لزيارات مماثلة لمختلف المنظمات الحقوقية والإنسانية الوطنية والدولية لمعرفة ما يجري داخل المخيمات ومعسكرات الاعتقال التي تمارس فيها عصابات "البوليساريو" أفظع وسائل التنكيل والتعذيب لمعارضي الانفصال والانفصاليين. تأتي هذه الزيارة بعد الصفعات الشديدة التي تلقتها "البوليساريو" في المدة الأخيرة، وعلى الخصوص بعد سحب عدة دول اعترافها بها، خاصة من القارة الأمريكية، مثل باناما وباراغواي، ثم من طرف جزيرة موريس والبقية في الطريق، وهو ما اعتبره المراقبون ضربة موجعة للديبلوماسية الجزائرية التي ظلت، منذ أكثر من ثلاثين سنة من افتعالها للنزاع في الصحراء، تشتري الاعترافات لجمهوريتها التي تنوي إقامتها بالأقاليم الجنوبية للمملكة من مختلف الدول، وبذلت في سبيل ذلك ملايين الدولارات.