التهريب القومي الإسلامي أبدع خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، طريقة جديدة لتهريب الإسلاميين نحو الشرق وخصوصا قيادات العدالة والتنمية والعدل والإحسان، وهيأ لهم المنفذ لربط علاقات دولية مع منظمات دينية متطرفة، وحتى يغطي على عملية التهريب التي تشبه تهريب المهاجرين السريين عمد إلى "تزويق" وفوده نحو الشرق بعناصر من اليمين واليسار لكن أغلبية المسافرين هم من التنظيمات الإسلامية التي تذهب للشرق للبحث عن أشياء أخرى منها التمويل الذي تتلقاه بصيغ مختلفة والتنسيق مع نظرائهم من الجماعات الإسلامية في البلدان الأخرى. وفي عملية التهريب التي يقوم بها السفياني يخرق القانون مرات متعددة، ففي آخر سفرية رافقه حوالي مائة عضو من تنظيمات يسارية ويمينية وإسلامية وكانت الغلبة للإسلاميين، والقيام برحلة من مائة عضو ليست بالهينة، فهي تتطلب الملايين لتغطيتها، فالمبيت في فنادق خمس نجوم ولمدة خمسة أيام بالإضافة إلى تذاكر الطائرة يساوي الكثير الذي يخرج من المغرب دون إذن من مكتب الصرف. فهل أصبح السفياني عراب الإسلاميين نحو الشرق بكل ما يعني ذلك من تصدير واستيراد، تصدير الوجه غير الحقيقي للإسلاميين وتصويرهم على أنهم ديمقراطيون مع أنهم يحلمون بدولة خلقت قبل أن يتم اكتشاف الديمقراطية كآلية لتدبير الاختلاف والتداول على السلطة، واستيراد أفكار المشرق التي نبتت في بيئة غير بيئتنا والتي شكلت للمغرب مصدر متاعب لأنها من قبيل جلب أجوبة عن أسئلة مطروحة على غيرنا؟ وهل تحول السفياني إلى "دلال" يبيع ويشتري في التنظيمات ومع التنظيمات ومع الأنظمة القومية وغير القومية؟ فكيف يذهب بسلعة بارت في المغرب ليبيعها في المشرق ويجلب بضائع فاسدة من المشرق إلى المغرب؟ وهل تحول إلى بائع للبضائع المنتهية الصلاحية والتي لا يمكن استهلاكها إلا خلسة؟ إن ما يتم تداوله حول هذه السفريات المتكررة يوحي بأن هناك من يدفع مقابل هذه البضائع التي يعاد بيعها من جديد، فالذي يؤدي ثمن الرحلات والفنادق الفاخرة لن يكون إلا صاحب مصلحة. فمن له المصلحة في تصدير واستيراد البضائع الفاسدة؟ هل هي الأنظمة القومية أم هي جهات مجهولة لها أغراض متفاوتة يقف على رأسها زعزعة استقرار بعض الدول التي تنعم بالأمن والأمان؟ إن خالد السفياني الذي يفتح فاه فاغرا من أجل قول كل شيء ومن أجل إلقاء المحاضرات في الوطنية ليس مواطنا صالحا لأنه يهرب البشر نحو الشرق ويفتح المجال للتنسيق مع التنظيمات المتطرفة تحت يافطات متعددة ويخرق قانون تحويل العملة. فكيف يكون وطنيا من لا يحترم وطنه ولا يؤدي واجباته؟ فعلى من سيأتي الدور غدا بعد أن يأفل نجم الإسلاميين؟