دعت مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، المشاركة مع فعاليات المؤتمرات القومية الثلاث بالمغرب (القومي العربي والقومي الإسلامي والأحزاب العربية) يوم الاثنين الماضي في ندوة حول التطورات الأخيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية، إلى وقفة حاشدة بساحة البريد بالرباط اليوم الأربعاء على الساعة التاسعة والنصف ليلا، من أجل التصدي لمحاولات تهويد القدس والتطبيع مع الكيان الصهيوني، ومن أجل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة. واعتبر خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، أن هذه الوقفة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتعبئة الرأي العام المغربي لمواجهة التطورات التي وصفها بالخطيرة، والتي تستهدف حق العودة والقدس، وترمي إلى القبول بالدولة اليهودية العنصرية والقضاء على ثقافة المقاومة، من خلال مبادرة السلام الجديدة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك اوباما. كما دعا السفياني إلى تنظيم لقاءات مع القيادات السياسية والنقابية والجمعوية من أجل وضع الجميع أمام مسؤولياتهم تجاه دعم الشعب الفلسطيني المقاوم والتصدي لجميع أشكال التطبيع. وأكدت الندوة التي احتضنها مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية في الرباط على وقوف مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وفعاليات المؤتمرات القومية الثلاث مع الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة ومطالبة السلطات المصرية بالفتح الفوري وغير المشروط لمعبر رفح، ودعم كل المبادرات العربية والإسلامية والدولية لفك الحصار عن أبناء غزة، كما نبهت إلى محاولات الصهاينة الحثيثة لتهويد المدينة المقدسة وتهجير سكانها الفلسطينيين، وحملت كل من له علاقة بالقدس مسؤولية أي تقصير أو تهاون يتعلق بالتصدي للجرائم الصهيونية في حق القدس، في إشارة إلى كل من لجنة القدس والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. كما أكدت الفعاليات الثلاث خلال الندوة التزامها بخيار المقاومة في سبيل تحرير فلسطينوالقدس وإدانتها لكل أشكال التطبيع مع الصهاينة، ودعت الشعب المغربي والجماهير العربية والإسلامية إلى مقاطعة البضائع الصهيونية وفضح المطبعين. وأكد محمد بنجلون أندلسي، رئيس الجمعية المغربية لمساندة الك فاح الفلسطيني، أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على السياسيين في المغرب من أجل التطبيع، إلا انه في نفس الوقت أكد أن الشعب المغربي كله يقف ضد التطبيع، ودعا السلطات المغربية إلى أن «تعود إلى رشدها» وترفض كل محاولات التطبيع وتقف مع الخيار الشعبي المغربي رغم الضغوط. كما عبر محمد الحمداوي، منسق المؤتمر القومي الإسلامي بالمغرب، عن رفضه الاستجابة «الرخيصة والمهينة» لمبادرة أوباما التي تهدف إلى تقزيم القضية وإفراغها من جوهر ها. كما أكد أن العالم العربي على بعد ساعة من سقوط النظم الحاكمة فيه، خاصة بعد اصطفاف هذه الأنظمة وراء مشروع المبادرة «المهين» وبعد خيبة الأمل في فك الحصار عن غزة وإنقاذ القدس من خطر التهويد. وأشار الحمداوي إلى أن المغرب كان دوما قلعة لمقاومة التطبيع ومساندة الشعب الفلسطيني، ودعا الشعب المغربي إلى وقفة قوية لمواجهة هذه التطورات. وقال عبد الصمد بلكبير، القيادي اليساري، إن هذه التطورات وخاصة المبادرة الأمريكية تأتي في سياق دولي أكبر في المنطقة حيث إن المخطط الأمريكي الإمبريالي في المنطقة يعيش أزمة وأن مبادرات من هذا النوع لا تهدف فحسب إلى إنقاذ الصهيونية، بل إلى إنقاذ النظام الامبريالي الأمريكي برمته. كما أكد بلكبير على أن اختيار المغرب بالخصوص لقبول المبادرة يأتي لأن المغرب يمثل «النقطة الأضعف» في العالم العربي لوجود مشكل الصحراء المغربية، إلا انه حذر من أن الانجرار وراء المبادرة الأمريكية سيكلف المغرب بعده العربي والإقليمي. وناشد السفياني في ختام الندوة الوزير الأول المغربي عباس الفاسي بأن لا يخضع لدعوات التطبيع وفتح مكتب الاتصال الاسرائيلي في المغرب، وقال: «إذا كان مكتب الاتصال الإسرائيلي أغلق في عهد عبد الرحمان اليوسفي، فإنه لا يمكن أن يفتح هذا المكتب في عهد عباس الفاسي».