بإثارة ملف الفساد المالي والرشاوى الذي أحاط بفوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022، تعود ذاكرة المغاربة إلى الانهزام "التاريخي" الذي حققته إمبراطورية جوزيف بلاتير على حساب المغرب الذي خسر استضافة مونديال 2010 في الدقائق الأخيرة من ساعة الحسم في مقر ال"فيفا" في زيوريخ السويسرية أمام جنوب إفريقيا، التي حظيت بشرف التنظيم بأربعة عشر (14) صوتا مقابل 10 أصوات فقط للمغرب. لا أحد يستطيع نسيان صباح ذلك اليوم الذي أعلن فيه، جوزيف بلاتير، إعلان فوز جنوب إفريقيا بلدا منظما للعرس العالمي الكروي لسنة 2010 بدل المغرب الذي كانت كل الدلائل والمؤشرات تعطيه على الورق حق الاستضافة. ولا أحد يستطيع نسيان ذلك الحمام البارد الذي نزل على كل المغاربة داخل الوطن وخارجه قبل نزوله على الوفد الرسمي الوازن الممثل للمغرب ساعة التصويت. لقد ذهل الجنرال حسني بنسليمان رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، آنذاك، ومعه سعد الكتاني رئيس اللجنة المكلفة بالملف المغربي للتنظيم، لنتيجة الإعلان النهائي، خصوصا أن هذا الأخير "نام" ليلة التصويت ومعه في جيبه ثلاثة عشر (13) صوتا مؤيدا للملف المغربي. ما الذي حدث؟ وكيف ذهبت الأصوات الثلاث من معترك المغرب إلى معترك الخصم جنوب إفريقيا؟ بغض النظر عما تم تداوله من تآمر لدول الكونكاكاف على الملف المغربي، فلا أحد يستطيع أن ينسى تحركات ميشيل بلاتيني، آنذاك، وهو الذي يدافع اليوم ضدا على ادعاءات مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية بخصوص دفع القطريين الرشاوى لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، ب"الأكاذيب". ومن مِنا ينسى الدور الذي لعبته دول الأنظمة الدكتاتورية البائدة التي طالها الربيع العربي في شمال إفريقيا، من غربها إلى شرقها، قبل عامين، ومن مِنا ينسى تشبث مصر بملفها إلى آخر لحظة من يوم التصويت، وهي التي كانت تعلم جيدا، وبشكل مسبق، نتيجتها من هذا الترشح فتشبثت ضِرارًا في المغرب. بل من مِنا ينسى الملف المشترك المزعوم لاستضافة كأس العالم 2010 بين تونس وليبيا، قبل أن تتبخرهذه الشراكة في سيناريو يخدم مصالح جنوب إفريقيا التي كانت لها مصالح مشتركة قوية مع جماهيرية معمر القدافي إلى حدود التآمر على وحدتنا الترابية، ومن مِنا ينسى المساندة الرسمية لقطر وإعلام قطر لملف جنوب إفريقيا إلى درجة أن القطري بنهمام لم يستطع إخفاء ضغائنه تجاه الملف المغربي لصالح ملف جنوب إفريقيا التي فازت بشرف الترشيح في آخر الدقائق وبتآمر .. ومن تآمر أمس لصالح هذا الطرف لابد وأن يستمر اليوم في لعبة التآمر لاهثا وراء المصالح المالية والاقتصادية التي تغذق بها إمبراطورية ال"فيفا" التي تتحكم بالكرة، إعلاما ومالا وإشهارا، في كل شيء.. والحديث على "قطر غايث" اليوم لابد أن يجر إلى الحديث عن "جنوب إفريقيا غايث" وقبلها "ألمانيا غايث".. واللائحة طويلة.