قال حسن أوريد إن الخطاب الاحتجاجي يتغذى من خطابات الهوية حينما تتعثر مسالك العدالة الاجتماعية ويحتقن الوضع السياسي، متسائلا "كم من المبادئ النبيلة تُستخدم لأغراض دنيئة؟ كم من كلمة حق يُراد بها باطل؟ ألا نشهد تمزيق دول وتأليب مجتمعات بعضها البعض تعايشت فيما مضى وتضافرت لما أن تهددتها تحديات خارجية؟". وأفاد الناطق السابق باسم القصر الملكي، ضمن مقال نشرته أسبوعية "زمان" بأن وضع "العالم العربي" وبروز "النعرات ما بين العرب والأمازيغ في بلاد المغرب يهدد بالانفجار، ويُرسّخ الإحن، وينتقل بمجتمعات العالم العربي من رمضاء الاستبداد والنظرة الأحادية إلى نار التمزق والحروب الطائفية". وزاد حسن أوريد، في مقال اختر له عنوان "الهويات القاتلة" أن "أوضاع يمكن أن تتطور سلبا وتأتي على الأخضر واليابس تفرض على المثقفين أن يتفكروا في الموضوع تفكرا متأنيا، ويسعوا جهدهم أن يجدوا الحلول لظواهر معقدة، من خلال تشخصيها تشخيصا دقيقا، والتعامل معها بموضوعية وبحكمة". وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، بأن "فرنسا حيث يُحذر مثقفون من خطاب الهوية وقد أضحى دعامة لبعض الاتجاهات وخطابا لشخصيات سياسية، وهي الدولة التي تقوم على مؤسسات راسخة، وقيم، وقواعد القانون، وحقوق الإنسان، على الأقل من الناحية التشريعية، فما بال مجتمعاتنا الهشة إذ يمكن أن تفضي مغازلة الطائفيات والخصوصيات إلى حروب أهلية، وقد أفضت لذلك" موردا أن "خطاب الهوية خطاب جديد لا يزيد على أكثر من جيل، وبرز بالأساس في الدول الأنجلوساكسونية التي تدفع باحترام الخصوصية والتنوع، انطلاقا من واقعها الثقافي كما في حالة بريطانيا". واسترسل المتحدث ذاته بأن مطلب العدالة الاجتماعية والاعتراف يفضي بجماعة كي تدفع بخصوصيتها مبرزا أن "مطلب الاعتراف يقوم على بناء تصور، إذ كل خطاب للهوية أو حولها هو بناء جديد انطلاقا من معطيات موضوعية قائمة، لغة، عرق، أو دين..ولكن الأمور ما تلبث أن تتطور إذ لا يستقيم خطاب الهوية من دون شيطنة الآخر ونصبه عدوا". ودعا صاحب كتاب "الإسلام السياسي في الميزان" إلى "تجاوز التمايزات الثقافية، في الحالة المغربية، لفائدة الأمة، التي هي من دون شك تقوم على اعتبارات موضوعية، أرض، ثقافة لغة" مؤكدا "تقدم الجانب الذاتي الذي يقوم على العيش المشترك وقيم المساواة والتضامن على الاعتبارات الموضوعية". أوريد لم يفوت الفرصة للرد عن كاتب وصفه ب "العروبي" "جعلني غرضا لانتقادات لاذعة لأني دافعت عن البعد الأمازيغي في الشخصية المغربية، مزج فيها الاعتبارات الذاتية والتوهمات ونزعني من عطفه وتقديره" مضيفا أن "صحافي اعتبر فيما قلته تراجعا عن "أمازيغيتي"، مثلما أن نشطاء أمازيغ فضحوا عدم صفاء عرقي الأمازيغي، وأسفروا عن توجهاتي "العروبية" وصفا اتهاماتهم ب "بافلوفية، لا تصدر عن رَويّة أو تفكر".