علمت أندلس برس من شهادات متطابقة لبعض المواطنين المغاربة العابرين لمضيق البوغاز عبر ميناء طنجة المتوسطي عن خيبة أملهم إزاء حالة النقص الشديد في الخدمات وغياب المرافق الضرورية للمسافرين، وكذا بطء وتأخر إجراءات المرور عبر الجمارك. عزيز، مدريد، 37 سنة: كانت رحلتي عبر ميناء طنجة المتوسط مخيبة للآمال، فقد استبشرت خيرا، كما هو الحال على ما أعتقد بالنسبة للمغاربة المقيمين في العديد من الدول الأوروبية، على أمل أن الميناء الجديد سيشكل حلا لمعضلات معاناة فصل الصيف في ميناء طنجة. وصلت ميناء طنجة في ساعة متأخرة، فكان المنظر مهولا بصراحة، وكأننا نزلنا في كوكب مهجور. لا مرافق للاستراحة ولا للتزود بالأكل، وقد ذكرني ذلك بفيلم ماد ماكس. ويجب التنديد أيضا بالبطء الشديد في الجمارك، إذ استمر تفتيش حافلة واحدة قرابة الساعتين، بعد أن أنهكنا التعب والطريق، ولا يوجد مكان للاستراحة، وبعد أن خرجنا من الميناء، إلى الطريق السيار، تعمق لدي التشابه مع فيلم "ماد ماكس"، فقد كانت الطريق مقفرة، لا محطات استراحة، ولا حتى إنارة على الطريق. بصراحة، كان يجب أن إما أن يؤخروا بدء العمل بالميناء، أو يسارعوا بوضع المرافق الضرورية. خديجة، خيطافي، 45 سنة: كنت ذاهبة على متن حافلة إلى المغرب، فعبرنا إلى ميناء طنجة المتوسط، وكنا متشوقين لرؤية هذا الميناء الذي لطالما سمعنا عنه ورأينا في التلفزيون، غير أنه بصراحة غير صالح في حالته الراهنة لاستقبال المسافرين، فليس فيه محطات استراحة، ولا حتى مراحيض. وفي الليل وفي العراء، اضطررنا إلى الانتظار ما يقارب الساعتين، ولم يسمح لنا بالنزول من الحافلة، وبقي أفراد الجمارك يفتشون مع مساعد السائق، وأنا كنت قادمة فقط من إسبانيا، فتصورا أهل بلجيكا وفرنسا الذين يقضون يومين في السفر. بصراحة، لا أرى تحسنا لحد الآن، ونتمنى أن يتم تدارك هذه النقص. البوعزاوي، 57 سنة: أمام تزايد البطالة ونقص فرص العمل في مجال الفلاحة والبناء، اشتريت أنا وقريب لي سيارة نقل متوسطة (فاركونيط) للارتزاق منها، وكنت في طريقي إلى المغرب، فعبرت إلى ميناء طنجة المتوسط، و"ندمت" على هذه الفكرة. فقد ظننت أن هذا الميناء كبير كما سمعنا والإجراءات فيه ستكون ميسرة، ولكن العكس هو الصحيح، فعند وصولي إلى الميناء، بدأنا "المفاوضات العسيرة" مع أفراد الجمارك حول بعض الثلاجات القديمة والغسالات التي ننقلها لأصحابها، وبعد التوصل إلى "اتفاق"، أردنا أن ندفع لهم الرسوم و"الواجبات"، فقالوا لنا أنهم لا يقبلون الأورو، أي أننا يجب أن ندفع بالدرهم المغربي، غير أن المشكلة تكمن في كون الوكالات البنكية على قلتها مغلقة لأنها لا تعمل ليلا، وقالوا لنا انه يلزم أن ننتظر إلى الصباح. فاضطررنا إلى شراء "الدرهم" بقيمة مرتفعة من بعض المسافرين لنتمكن من الخروج بسلام ومواصلة طريقنا. من خلال هذه الشهادات، يمكن القول أنها تتركز حول ما يلي: • غياب المرافق الضرورية للاستراحة الضرورية للمسافرين من مقاهي ومطاعم ومراحيض، خصوصا في الليل، حيث تغلق الوكالات البنكية أبوابها أيضا. • بطء عمل الجمارك في الميناء، وهو أمر في غاية الأهمية أمام الأعداد الكبيرة التي ستحج إليه للعبور إلى المغرب. • رداءة المرافق الملحقة مثل الطريق السيار. نتمنى أن يتم استدراك هذه البداية المتعثرة وتزويد ميناء طنجة المتوسط بالمرافق الضرورية، ليكون في مستوى تطلعات المغاربة المقيمين في الخارج تيسيرا لمصاعب عودتهم إلى أرض الوطن، وأيضا ليكون مفخرة المغرب كما أراد له ملك البلاد، الذي أشرف شخصيا على إنشائه.