انطلقت، صباح أول أمس السبت، عملية عبور 2010 بميناءي طنجة المدينة وطنجة المتوسط للركاب، لاستقبال المغاربة المقيمين بالخارج العائدين لقضاء عطلة الصيف بأرض الوطن.وقامت السلطات المينائية بالمعبرين البحريين بمجموعة من الاستعدادات لضمان مرور عملية العبور بشكل سلسل، خصوصا مع افتتاح ميناء طنجة المتوسط للركاب، الذي سيرفع من طاقة استقبال المسافرين بشكل ملحوظ في الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق. وشرع ميناء طنجة المتوسط للمسافرين، منذ 17 ماي الماضي، في استقبال السفن العاملة على الخط البحري بين الجزيرة الخضراء وطنجة المدينة، الذي يعتبر الخط البحري الأكثر نشاطا بين المغرب وإسبانيا. وأبرز مسؤولون بالمنشأتين البحريتين أن وتيرة العبور خلال اليوم الأول من عملية "مرحبا 2010 "، التي انطلقت بشكل مبكر السنة الجارية، تحسبا لحلول شهر رمضان الأبرك، "عادية"، ويرتقب أن تشهد ارتفاعا مع اقتراب متم شهر يونيو. فميناء طنجة المتوسط للركاب، يستقبل حاليا بين 3 و4 آلاف مسافر يوميا، على متن أزيد من 500 سيارة و15 حافلة، بينما يستقبل ميناء طنجة المدينة حوالي ألفي مغربي مقيم بالخارج على متن أزيد من 400 سيارة. وبالإضافة إلى الأرصفة الثمانية لرسو السفن، يتوفر ميناء طنجة المتوسط للركاب على محطة بحرية عصرية تفوق قدرتها الاستيعابية حجم حركة تنقل المسافرين، راجلين وراكبين، بين ضفتي مضيق جبل طارق. وخلال عملية عبور 2010، ستعمل 13 باخرة، من بينها ثلاث سفن سريعة، على نقل الركاب بين ميناءي الجزيرة الخضراء وطنجة المتوسط للركاب، إذ من المنتظر أن يبرمج انطلاق رحلة كل نصف ساعة، خلال أوقات الذروة، ما سيمكن من تدبير جيد لتدفق المسافرين على ضفتي مضيق جبل طارق. وفضلا عن جودة المنشآت البحرية بميناء طنجة المتوسط، التي ستساهم بشكل فعال في تدبير حركة الملاحة بالمضيق بشكل جيد، تقلصت مدة العبور من الجزيرة الخضراء إلى طنجة المتوسط إلى حوالي ساعة ونصف الساعة، عوض ثلاث ساعات بين الجزيرة الخضراء وطنجة المدينة. ولتقليص مدة معالجة مساطر الدخول والمغادرة عبر هذا المعبر الحدودي، يتوفر ميناء طنجة المتوسط للركاب، الذي سيجري تسييره، وفق معايير المحطات الجوية، على منطقة مراقبة وتفتيش تمتد على 6 هكتارات، وتسمح بالتمييز بين تدفقات العربات والراجلين والحافلات. كما تتكون من 6 مراكز لتسجيل المسافرين ذوي السيارات، و32 نقطة لمراقبة الشرطة لسيارات المسافرين التي تسمح بمعالجة ألف سيارة في الساعة، و6 مقصورات مخصصة للمراقبة الجمركية للمسافرين ذوي السيارات، ومحطة بحرية للراجلين على مساحة 4400 متر مربع، و6 مبان لمراقبة حافلات النقل الدولي. وأكد مدير ميناء طنجة المتوسط، مصطفى موزاني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السلطات المينائية اتخذت جميع التدابير، من أجل استقبال المغاربة المقيمين بالخارج في أحسن الظروف، خلال مرحلة "العودة". وأبرز أن الاستعدادات ستتواصل، بتعاون مع مصالح الشرطة والجمارك ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، إلى غاية 15 يوليوز المقبل، تاريخ انطلاق مرحلة "الذهاب"، لضمان مرور عملية العبور على أتم وجه. وجرى بميناء طنجة المدينة نصب مجموعة من الباحات المظللة، كما جرى وضع علامات التشوير وتأهيل مخطط السير والجولان داخل الميناء، في انتظار ارتفاع وتيرة العبور خلال الأيام المقبلة. وسيواصل ميناء طنجة المدينة، خلال عملية العبور وإلى غاية أكتوبر المقبل، استقبال المسافرين على متن الرحلات البعيدة المقبلة من موانئ برشلونة (إسبانيا) وسيت (فرنسا) وجنوة (إيطاليا)، وأيضا القادمين على متن الخط البحري بين طنجة وطريفة (جنوبإسبانيا). كما نشرت مؤسسة محمد الخامس للتضامن عناصرها بالميناءين لتقديم الخدمات الاجتماعية والإدارية والجمركية والصحية للمغاربة العائدين، فضلا عن افتتاح باحة الاستراحة باجزناية (جنوب طنجة). يذكر أن عملية "مرحبا 2009"، تميزت بعبور أزيد من مليون و356 ألف مغربي مقيم بالخارج في الاتجاهين (دخول ومغادرة) عبر ميناء طنجة المدينة، على متن 396 ألفا و141 عربة.