تم، مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، الإعلان عن إطلاق صندوق “أفريكا أرت لاينز” لدعم الإبداع الفني في إفريقيا من خلال التمويل الكامل أو الجزئي لمصاريف السفر لحاملي مشاريع فنية بإفريقيا والمغرب. ويمكن هذا الصندوق، الذي أعلنت عنه جمعية “أفريكاينا” خلال ندوة صحفية، الفنانين والفاعلين في المجال الثقافي الحاملين لمشاريع فنية مشتركة بين المغرب والبلدان الإفريقية الأخرى من الاستفادة من منح قصد تمويل مصاريف سفرهم، كما أن هذا المشروع مفتوح في وجه الفنانين ومختلف الفاعلين في المجال سواء قاطنين والعاملين بالقارة وكذا المشاريع المرتبطة بالمغرب.
كما تتجلى أهداف إنشاء هذا الصندوق، أساسا، في العمل على تحديد الفنانين المحليين الحاملين لمشاريع فنية وثقافية مشتركة مع نظرائهم الأفارقة ومواكبتهم، وضمان حضور أفضل للفنانين المغربة على الساحة الإفريقية واستقبال الفنانين وحاملي المشاريع القادمين من إفريقيا، وتشجيع المشاريع الإبداعية المشتركة بين المغرب وباقي بلدان القارة، وتوسيع القاعدة الجماهيرية والمساهمة في تطوير السوق الفني بإفريقيا، ونشر قيم التنوع والحوار بين الثقافات من خلال مختلف الفنون.
وأوضحت غيثة الخالدي، رئيسة الجمعية التي بادرت إلى هذا المشروع، في كلمة بالمناسبة، أن الحاجة التي كانت ملحة إلى مضاعفة حجم التبادل الثقافي والفني بين البلدان الإفريقية عموما وبين المغرب وباقي دول القارة على وجه الخصوص، كانت وراء نشأة فكرة إطلاق صندوق “أفريكا أرت لاينز”.
وقالت إن الجمعية استقت آراء فنانين وفاعلين في المجال الثقافي على المستويين المحلي والجهوي بهدف الاستفادة من مختلف التجارب وتحديد الأسس المحورية التي يتوجب العمل عليها قصد تشجيع التلاقح الفني بين المغرب وباقي البلدان الإفريقية.
وأضافت أن هذه الإرادة في العمل على تعزيز التبادل الثقافي على الصعيد الإفريقي عبر إنشاء هذا صندوق يخصص لدعم تنقلات الفنانين ومهنيي القطاع الثقافي، لقيت ترحيبا كبيرا من لدن الفاعلين والممارسين بالمغرب وإفريقيا، كما استمدت قوتها من مختلف التجارب والمشاريع وكذا من العديد من الأفكار المقدمة.
وأشارت إلى أن صندوق “أفريكا أرت لاينز” كتب له أن يرى النور بفضل شركاء المشروع الذين يتقاسمون نفس التصور والقيم والواعين بكون الفنون والثقافة تشكل محركا لا محيد عنه من أجل التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية بالمغرب ومختلف بلدان القارة، والذين لا يألون جهدا في سبيل بناء إفريقيا متضامنة وغنية بثقافتها منهم على الخصوص مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط ومهرجان “البولفار”.
وأوضحت أن هذا المشروع مفتوح في وجه الفنانين الفاعلين في المجال الثقافي الذين يقطنون ويشتغلون بالقارة على مشاريع شراكة وكذا حضور في مهرجانات وأسواق مهنية للموسيقى، وجولات وورشات ولقاءات مهنية ودورات تكوينية.
وأبرزت أن طلبات الاستفادة من المنح وعرض المشاريع، التي يجب توجيهها إلى الجمعية قبل 11 مارس المقبل، سيتم دراستها من قبل لجنة من المهنيين شركاء في هذه المبادرة.
وتعمل جمعية “أفريكاينا” المغربية، التي تأسست سنة 2013، من أجل تحقيق التبادل الثقافي والنمو والتعاون بإفريقيا، كما تضع في صلب اهتمامها المكون الإفريقي للهوية المغربية، وتشجع التنوع والتبادل والحوار من خلال الإبداع ودعم المشاريع الفنية المتصلة بإفريقيا.