بعد النجاح الكبير الذي عرفته الدورة الأولى للمنتدى الدولي للموسيقى الإفريقية والشرق أوسطية "موسيقى بدون تأشيرة" كمنصة متفردة لتشجيع وتسويق الإبداع الموسيقي بإفريقيا والشرق الأوسط يتجدد الموعد هذه السنة من خلال استحضار برنامج غني ومشاركة مكثفة لفنانين ومهنيين طبعوا بسمهم معالم الموسيقى العالمية . وتروم الدورة الثانية ل"موسيقى بدون تأشيرة" إلى خلق أجواء فنية تضفي مسحة الإبداع والمهنية على القطاع الثقافي والفني ، كما تشكل وسيلة لتشجيع الصناعة الثقافية والإبداعية في هذه المناطق المعنية من العالم حتى تتمكن من خلق ديناميكية اقتصادية خاصة بها. وستعيش مدينة الرباط في الفترة ما بين 11 و14 نونبر الجاري ، على إيقاع هذه التظاهرة الفنية التي يميزها برنامج حافل بسهرات موسيقية ، وندوات، وعروض لأفلام وثائقية، ولقاءات مهنية ستتيح لمهنيي وعشاق الموسيقى في المغرب والقارة الإفريقية والشرق الأوسط فرصة تبادل الآراء حول الرهانات السوسيو اقتصادية للثقافة في المنطقة ، ونسج علاقات بباقي فناني العالم. وخلال هذا الملتقى الفني سيعرض ، حسب المنظمين، حوالي 40 فرقة موسيقية من المغرب ، والمغرب العربي ، وإفريقيا جنوب الصحراء ، والشرق الأوسط و الكراييب ومن باقي بقع العالم لمساتهم الفنية أمام مهنيي وعشاق الموسيقى في جو يطبعه تلاقح وتمازج الإيقاعات الموسيقية سعيا لإبراز مهاراتهم الفنية الخلاقة . وتتضمن التشكيلة الفنية المغربية المشاركة في تظاهرة "موسيقى بدون تأشيرة" ، خصوصا ، من الفنانة أوم ، وفرقة مزاغان ، والفنان حميد حضري ، وفنان الراب ديزي دروس ، وفنان الروك جبارة ، وعازف العود سعيد الشرايبي، والموسيقي الأمازيغي علي فايق، إضافة إلى المطربة مليكة زارا. وستكون اللمسة الفنية المغاربية حاضرة من خلال أداء فرقة الثلاثي نادية خالص ( تونس – المغرب) وجماوي أفريكا من الجزائر ، ومغني الراب الموريتاني مونزا، والشاعر المعتمد ، وفرقة ملك الأندلس التي تقترح سفرا فنيا إلى الأندلس المتعددة ( البرتغال ،إسبانيا ، المغرب) . أما الإيقاع الإفريقي فسيكون ممثلا ، خصوصا ، بمشاركة الفنان البوركينابي أليف نعبة ، وفنان الراب البوركينابي سموكي ، ومغنية الجاز جميما سانيو ( اوغندا) فرقة موح و كويات ( فرنسا وغينيا) ، في حين سيطبع الشرق الأوسط حضوره الفني بمشاركة فنانين من الأردن ومصر وفلسطين وتركيا . وسيتم ، خلال هذا الملتقى الفني تنظيم ندوات تتناول مواضيع مختلفة تهم الترحال الفني ، والبعد السياسي للثقافة، والعشر سنوات التي مضت على توقيع اليونيسكو للمعاهدة التي تهم حماية وتعزيز التنوع الثقافي ، فضلا عن تنظيم ورشات للمواكبة في مجالات تدبير المشاريع الفنية وتطوير الصحافة الثقافية . كما سيتم عرض ثلاثة أفلام وثائقية بهدف رسم معالم الواقع الفنية ، وكذا سبر أغوار الأبعاد السوسيو اقتصادية والسياسية للعمل الإبداعي. ولعل الحدث البارز الذي يميز هذه التظاهرة الفنية هو عقد المجلس الدولي للموسيقى التابع لليونيسكو اجتماعه العام بالرباط في إطار دورة "موسيقى بدون تأشيرة 2015" بحضور المئات من المندوبين. وقد شارك في الدورة الأولى لهذا الملتقى الفني العالمي ، الذي احتضنته مدينة الرباط من 12 إلى 15 نوبر من السنة الفارطة ، أكثر من 1000 فنان مهني قدموا من بقاع العالم الأربع . وتشكل تظاهرة "موسيقى بدون تأشيرة " بالنسبة للهوية الموسيقية المغربية الراهنة مرجعا فنيا للتلاقح والتمازج الفني الموسيقى على المستوى الوطني والعالمي.