توفي يوم الثلاثاء الكاتب والمؤلف المصري علي سالم الذي حظي بشهرة واسعة قبل أكثر من 40 عاما عندما عرضت مسرحيته (مدرسة المشاغبين) ولكنه واجه تهميشا يشبه الحصار من المثقفين المصريين منذ أكثر من 20 عاما بسبب زيارته لإسرائيل. وكتبت صحيفة (المصري اليوم) في موقعها أن سالم الذي كان يكتب فيها بانتظام مقالا اسبوعيا "توفي ظهر الثلاثاء في منزله" بالقاهرة. وقالت إنه تمنى أن يكتب على قبره "هنا يرقد رجل يحب الحياة". وكان آخر مقالاته بها تحت عنوان (لنستمع لصيحة العصر) يوم الثلاثاء الماضي. ولد سالم في مدينة دمياط المطلة على البحر المتوسط عام 1936 واستهواه فن التمثيل منذ سن مبكرة فشارك في عروض ارتجالية بدمياط في الخمسينيات ثم عمل موظفا في مسرح العرائس بالقاهرة وكانت مسرحيته (ولا العفاريت الزرق) التي أخرجها جلال الشرقاوي في يوليو تموز 1965 أول عمل يقدم له على المسرح ككاتب محترف. وكتب سالم أكثر من 25 مسرحية من أشهرها (مدرسة المشاغبين) التي أخرجها الشرقاوي وقام ببطولتها بعض أبرز نجوم الكوميديا المصرية وهم عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي إضافة إلى أحمد زكي. وقدمت السينما معالجة أخرى لمسرحية (مدرسة المشاغبين) بالعنوان نفسه وكتب سالم السيناريو والحوار للفيلم الذي أخرجه عام 1973 حسام الدين مصطفى وقام بالبطولة نور الشريف وميرفت أمين. وسالم من الكتاب العرب الذين دوت شهرتهم بعمل واحد يطغى على أعمالهم الأخرى ومنهم الكاتب المصري يحيى حقي الذي اقترن اسمه بروايته الأولى (قنديل أم هاشم) والكاتب السوداني الطيب صالح الذي حظي بشهرة عربية وعالمية عن روايته (موسم الهجرة إلى الشمال). وكثيرا ما ردد سالم أن (مدرسة المشاغبين) سحبت البساط من تحت مسرحياته السابقة ومنها (حدث في عزبة الورد) و(الناس اللي في السماء الثامنة) 1963 و(أنت اللي قتلت الوحش) 1970 وكذلك من مسرحياته اللاحقة ومنها (خشب الورد) و(الكلاب وصلت المطار). وكانت زيارة سالم إلى إسرائيل عام 1994 مفاجأة لأغلب من يعرفونه ونشر بعد عودته كتاب (رحلة إلى إسرائيل) فواجه تهميشا من المثقفين المصريين الذين يتخذون موقفا من التطبيع مع إسرائيل وقرر اتحاد كتاب مصر فصله من عضويته