تعود مسألة توريث السلطة بالجزائر إلى الواجهة تزامنا مع مرور عام على الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليتساءل الشعب الجزائري هل هناك قائد في القمرة أم أن البلاد تتجه نحو الهاوية؟ مسألة توريث السلطة بالجزائر من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لشقيقه الأصغر، سعيد، بعثت من جديد وبصورة غير مباشرة من خلال تصريحات أدلت بها زعيمة "حزب العمال" التروتسكي، لويزة حنون، قبل نحو خمسة عشر يوما. وقالت حنون في افتتاح الدورة العادية للمكتب السياسي لحزبها: "الواقع أن رئيس الجمهورية لا يستطيع التنقل بسبب حالته الصحية، وشقيقه بحكم أنه مستشاره فهو مسؤول عن وقف الانحرافات لأنه يعرف باسم من يتحرك البعض". وبحسب الصحافة الجزائرية، فإن تصريحات حنون، حملت رسالة ضمنية مفادها أن الرئيس بوتفليقة غير قادر على تولي مهامه الدستورية، وأن شقيقه سعيد هو من تعود إليه مسؤولية قيادة أمور البلاد على الرغم أنه مجرد مستشار في رئاسة الجمهورية معين من دون أي مرسوم. وكانت لويزة حنون ساندت العهدة الرابعة لبوتفليقة، وهو ما يتنافى مع طبيعة حزبها المعارض. ولكن الصحفي في يومية "الوطن" أحسن موالي استغرب أن "تكتشف" الجزائر ويخلص المحللون إلى أن سعيد بوتفليقة هو صاحب النفوذ الأكبر بالجزائر. وقال موالي في اتصال مع موقع فرانس 24: "الكل في الجزائر يعلم أن شقيق الرئيس بوتفليقة ليس مجرد مستشار، بل صاحب قرار ويتمتع بنفوذ كبير كونه أقرب شخص للرئيس". من جهة أخرى، استغرب الصحفي ب "الوطن" تهجم الرئيس الجزائري غير المسبوق على الصحافة الخاصة وأحزاب المعارضة خلال الرسالة التي وجهها للجزائريين بمناسبة عيد النصر، في 19 آمارس. وبحسبه، فإن النسخة الأصلية من الرسالة، والتي نشرت باللغة العربية على وكالة الأنباء الرسمية، لم تتضمن أي مقطع مهين للصحافة ولا المعارضة، على خلاف النص المترجم للفرنسية. ليساءل أحسن موالي: "من كتب هذه الرسالة يا ترى؟" وكانت لويزة حنون دعت سعيد بوتفليقة إلى وقف انحراف ما سمته "الأوليغارشية"، في إشارة إلى كل من وزير الصناعة، عبد السلام بوشوارب، ورئيس منتدى رجال الأعمال، علي حداد. وتحدثت عن مساع لخلق مجمعات صناعية وتسهيل النهب والفساد. والمؤكد أن التأويلات الناجمة عن تصريحات زعيمة "حزب العمال" كما من رسالة بوتفليقة تصب في مصلحة المطالبين بتفعيل المادة 88 من الدستور والمتعلق بشغور منصب الرئيس بسبب العجز الصحي. من جهته، اعتبر الصحفي والمدون عبد الرحمن سمار، مدير موقع "ألجيري فوكيس"، في تعليق لفرانس 24 أن الجزائريين لم يعودوا مكترثين برواية التوريث لأن "تصريحات لويزة حنون لا تحمل أي دليل قاطع". وقال: "الجزائريون يعلمون جيدا أن الجيش هو سيد القرار، وأن الهدف وراء رواية التوريث صرف نظر الشعب عن القضايا الأساسية، أقصد الاحتجاجات ضد الغاز الصخري والأزمة الليبية وتدني أسعار النفط، إلخ". وسيمر عام على الولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 17 أبريل، وسط جو من الغموض السياسي الناتج عن مرض بوتفليقة، والتوتر الاجتماعي الناجم عن انكماش الاقتصاد وتراجع عائدات المحروقات.