قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الأحد إن هناك حاجة "ملحة" لتشكيل قوة عربية موحدة للتصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة وذلك في إشارة إلى تصاعد أعمال العنف التي يرتكبها متشددون في عدة دول. وشدد أيضا على أن علاقات بلاده بدول الخليج لا تزال قوية ومتينة وذلك ردا على تكهنات بتضرر العلاقات بعد تسريبات مزعومة له تتضمن إساءات لبعض الدول في المنطقة. وشنت مصر الأسبوع الماضي غارة جوية على أهداف قالت إنها تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في ليبيا بعد بث التنظيم تسجيلا مصورا يظهر عملية ذبح 21 عاملا مصريا مسيحيا خطفوا في ليبيا. وقال السيسي في كلمة تلفزيونية مسجلة أذيعت مساء يوم الأحد "نحن لا نعتدي.. لا نهاجم.. لا نغزو. إنما احنا بنحمي بلدنا وبنحمي شعبنا... جيشنا لا يعتدي على احد ولا يغزو أراضي احد." وأضاف أن الطائرات المصرية استهدفت 13 هدفا درست بعناية ودقة ونفى أن تكون استهدفت مدنيين. وذكر أن الكثير من الدول العربية أعربت عن تضامنها مع مصر بعد حادث ليبيا وبعضها عرض تقديم دعم عسكري مثل الأردن والإمارات. وقال "الحاجة إلى قوة عربية موحدة كل يوم بيتضح أنها أصبحت أكثر إلحاحا.. ضرورة ملحة لان التحديات التي تقابل المنطقة ودولنا تحديات ضخمة جدا سنستطيع أن نتغلب عليها (عندما) نكون مع بعض." وفي وقت سابق هذا الشهر بثت قناة الجزيرة ومقرها قطر وعدد من المواقع التابعة لجماعة الإخوان المسلمين التي أزاحها الجيش من السلطة عام 2013 إثر احتجاجات شعبية تسريبات مزعومة يتحدث فيها السيسي وأحد مساعديه حين كان وزيرا للدفاع بطريقة غير لائقة عن بعض دول الخليج. وتدهورت العلاقات بين مصر وقطر بشدة بسبب الدعم الذي تقدمه الدوحة لجماعة الإخوان واستضافتها لعدد من قادتها. وأثيرت تكهنات حول وجود خلافات بين مصر من جهة والسعودية والكويت والإمارات من جهة أخرى. وقدمت الدول الثلاث مليارات الدولارت لمصر كمساعدات وقروض منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان عام 2013. وشدد السيسي يوم الاحد على متانة العلاقات مع الخليج ونفى أن تكون مثل هذه التسريبات صحيحة وقال "لا يمكن أبدا أن احنا نسيء ليكم". وأضاف أن الدعم الذي قدمته الدول الثلاث "هو احد الأسباب الرئيسية أن ... مصر استطاعت أنها تقف وتصمد أمام كل التحديات التي جابهتها بلا مبالغة." وأثناء الفواصل التي تخللت كلمة السيسي عرضت صور له مع قادة خليجيين وعرب من بينهم عاهل السعودية الراحل الملك عبد الله والعاهل الجديد الملك سلمان وغيرهما من حكام المنطقة. وعلى صعيد الجهود المبذولة للقضاء على خطر المتشددين في شبه جزيرة سيناء حيث يتمركز متشددون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية قال السيسي إن قوات الجيش والشرطة تبذل جهودا كبيرة لاستعادة السيطرة الكاملة على المنطقة الإستراتيجية على الحدود الشرقية للبلاد. وقال "سيناء لن تعمر التعمير الكامل إلا من خلال وجود امن حقيقي واستقرار حقيقي ولن تنتهي جهودنا إلا بانتهاء البؤر الموجودة هناك." وقتل مئات من رجال الجيش والشرطة في الهجمات التي يشنها المتشددون منذ عزل مرسي. وتواجه حكومة السيسي انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان والدول الغربية بسبب حملة أمنية تشنها على مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين والتي امتدت لتشمل نشطاء ليبراليين سجنوا بموجب قانون يفرض قيودا مشددة على التظاهر. وتعهد السيسي في كلمته يوم الاحد بالإفراج عن مجموعة من الشبان المحتجزين في قضايا تتعلق بالاحتجاجات. وقال "خلال الأيام القليلة القادمة الدفعه الأولي من شبابنا اللي موجودين المحتجزين هيتم الإفراج عنهم." وحاول السيسي في كلمته طمأنة الشعب المصري بأن الحكومة تمضي في الطريق الصحيح فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والاقتصاد بعد سلسلة من الحوادث الدامية التي شهدتها البلاد مؤخرا. وإلى جانب ذبح العمال في ليبيا قتل 22 مشجعا في أحداث عنف قبل مباراة لكرة القدم في وقت سابق هذا الشهر كما قتل 30 على الأقل من قوات الجيش والشرطة في هجمات متزامنة بسيناء الشهر الماضي