الوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، اليوم السبت بوجدة، إن الاشتغال على تطوير أنظمة التكوين في مجال الإعلام، وربطها بالحاجيات الملموسة والمحلية، يمثل أحد الأولويات على مستوى المرحلة للنهوض بالخدمة العمومية في الإعلام وتنافسيته للاستجابة للانتظارات المتزايدة في هذا المجال. وأكد الخلفي خلال يوم دراسي، نظمته المديرية الجهوية للاتصال في موضوع "إعداد استراتيجية لتكوين وتقوية الكفاءات في مهن الإعلام والاتصال بالجهة الشرقية"، أنه انطلاقا من الوقوف عند مختلف التجارب العالمية على المستوى الإعلامي، خاصة في مجال السمعي البصري، يتضح أن الاستثمار الأساسي يكمن في التكوين وأن مستقبل الإعلام يكمن في وجود آليات للتكوين والتكوين المستمر. وأبرز الوزير أهمية الثورة التكنولوجية في التغيرات التي يعيشها الإعلام والتي تفرض اليوم إعادة النظر في سياسة التكوين في هذا المجال، وكذا الاستثمار في تطوير برامج ومناهج التكوين المستعملة لمواكبة تطورات العصر ومواجهة تحديات المنافسة، مضيفا أن الأمر لا يرتبط فقط بهذه التحولات التكنولوجية والعالمية بل يتعلق أيضا بقضية الجهوية المتقدمة التي تقتضي الدعم والاستثمار في بنيات التكوين على المستوى الإعلامي الجهوي. وأشار الخلفي إلى أن الاستثمار في التكوين والتكوين المستمر، سيمكن من تعزيز نزاهة الصحافي واستقلاليته وقدرته على المواكبة أو المتابعة العلمية والمهنية لقضايا الإعلام، وذلك خاصة من خلال الحرص الشديد على الالتزام بمعايير الدقة والتوازن بين الرأي والرأي الآخر وكذا الإنصاف والبحث عن الحقيقة. وأضاف أن الوزارة، علاوة على هذا الاستثمار في التكوين على المستوى الجهوي، ستطلق دفتر التحملات الخاص بالتكوين على المستوى الوطني عبر تخصيص 3 ملايين درهم من أجل التكوين لفائدة كافة الصحافيين، وكذا تعزيز برنامج تكوين الصحفيين في الخارج، وقدرات المعهد العالي للإعلام والاتصال، والمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، فضلا عن إرساء آلية للارتقاء بجودة التكوينات التي يقدمها القطاع الخاص في مجال الإعلام والاتصال. واستعرض أيضا تقوية التنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، بخصوص المسالك الجامعية التي تم إطلاقها في هذا المجال، مبرزا أنه يتم الاشتغال حاليا في هذا الإطار على تطوير التواصل بهدف توفير الخدمات التي تحتاجها المسالك الجامعية خاصة في ما يتعلق بالتداريب التي تعتبر من الإشكاليات المطروحة في هذا الميدان. ويأتي هذا اليوم الدراسي، المنظم بشراكة مع جامعة محمد الأول، والمعهد العالي للإعلام والاتصال، وبدعم من مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ووكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة، كمحطة للتفكير حول وضع وصياغة استراتيجية جهوية لتكوين وتأهيل ودعم الكفاءات في مختلف المهن الإعلامية والاتصالية بالجهة الشرقية خاصة في ظل التحولات التكنولوجية. وشكل هذا اللقاء، الذي حضره على الخصوص، والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، وعرف مشاركة المدير الجهوي للاتصال بالجهة، ورئيس جامعة محمد الأول، ورئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ومدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، مناسبة للتباحث والتدارس من أجل بلورة برامج إعلامية ذات طبيعة جهوية تواكب الحاجيات والأوراش التنموية المفتوحة على مستوى الجهة. وقد تميز هذا اليوم الإعلامي، بتوقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الاتصال، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وولاية الجهة الشرقية، ووكالة تنمية عمالة وأقاليم الجهة، والجماعة الحضرية لوجدة، ومجلس عمالة وجدة أنجاد، ومجموعة التهيئة العمران، ومجلس الجهة الشرقية، وذلك من أجل إحداث مركز التكوين واستقبال الصحافيين من بين أهدافه أن يشكل ملتقى ومركزا للتكوين وتأهيل القدرات استعدادا للجهوية المتقدمة. كما تم أيضا توقيع اتفاقية للتعاون والشراكة بين الوزارة وجامعة محمد الأول، وذلك بهدف تنمية البحث والدراسة في مختلف ميادين الاتصال والإعلام، وكذا دعم وتشجيع الطلبة الباحثين ومختلف الدارسين والباحثين والمهتمين في مشاريعهم العلمية والأكاديمية في مجال الإعلام والاتصال. وتوزع المشاركون في هذا اليوم الدراسي على أربعة ورشات مخصصة لمناقشة مواضيع "التكوين الأكاديمي والبحث العلمي"، و"التكوين المستمر وتقوية الكفاءات العلمية"، و"التكوين في وسائل الإعلام الرقمية والشبكات الاجتماعية"، و"التكوين في الاتصال المؤسساتي والاقتصادي".