أعلن مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن الوزارة عازمة على تشييد أكاديمية دولية متخصصة في التكوين لمهن الصحافة والسينما والإشهار من أجل مسايرة الطلب المتزايد على الأطر المهنية المتخصصة في هذه المجالات ومعالجة إشكالية الربط بين حاجيات سوق الشغل ومناهج التكوين. واعتبر الخلفي، في كلمة له خلال افتتاح يوم دراسي في المعهد العالي للإعلام والاتصال يوم الجمعة حول «قضايا التكوين لمهن الإعلام والاتصال في المغرب»، أن إنشاء هذه الأكاديمية في المغرب يمليه ضعف التكوين في هذا القطاع الحيوي وقلة الأطر الصحافية التي لا تتعدى صحافيا واحدا لكل ثلاثين ألف مواطن، وهو ما يفسّر، أيضا، ضعف مؤشرات المقروئية في بلادنا. من جهته، قال مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، إسيعلي أعراب، أن «بإمكان المعهد أن يصبح بؤرة إشعاع وتأثير من خلال الانفتاح أكثر على المهنيين وعقد أو تجديد شراكات تعاون مع مختلف المتدخلين»، مؤكدا في نفس الإطار أن «هذا اليوم الدراسي يشكل فرصة جماعية للتفكير والتشاور حول مستقبل التكوين لمهن الإعلام والاتصال في بلادنا». كما شدد مدير المعهد على ضرورة تطوير التكوين على مهن السمعي -البصري، من خلال نشر وسائل اكتساب التكنولوجيات الحديثة. في السياق ذاته، أبرز رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، مصطفى مجاهد، أن «قضية تكوين الموارد البشرية مسألة جوهرية في مقررات ولقاءات الناشرين ومواقف الأحزاب في الحوار الوطني حول المجتمع والإعلام». واعتبر مجاهد أن موضوع التكوين يكتسي صبغة إستراتيجية، بالنظر إلى التحولات التي تعرفها بلادنا في مختلف المجالات. ومن أجل تنمية الموارد البشرية للمقاولة الصحافية، شدد رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف، نور الدين مفتاح، على أهمية التكوين الأساسي والمستمر للصحافيين، داعيا إلى أن يكون هذا الأخير مسايرا للمستجدات التي يعرفها القطاع. كما نبه مفتاح إلى رداءة التكوينات التي تقدمها بعض المؤسسات الخاصة، واصفا إياها ب»دكاكين» تُروّج لصحافة تشبه «صحافة الرصيف». وقد خرج المشاركون بمجموعة من التوصيات، تهدف إلى وضع مقاربة تشاركية بين مختلف المتدخلين، بهدف تطوير آليات التكوين في مجال الإعلام والاتصال. كما أوصى المشاركون بضرورة جعل التكوين المستمر قائما على الاحتياجات الحقيقية ومواكبة المستجدات من أجل ضمان فعاليته ونجاعته والعمل على تفعيل مصالح التكوين داخل المقاولات الإعلامية في القطاعين العام والخاص. وتضمنت التوصيات، أيضا، الارتقاء بهذا اليوم الدراسي إلى لقاء سنوي لتبادل الخبرات في مجال التكوين والتكوين المستمر وتقييم الحصيلة السنوية، مع الدعوة إلى مناظرة وطنية كبرى في مجال الإعلام قصد تحديد الأهداف الإستراتيجية لمختلف الفاعلين في المجال الإعلامي لمواكبة المستجدات المتسارعة في هذا المجال.
