تعتزم وزارة الاتصال إحداث أكاديمية دولية للاتصال بالمغرب تكون بمثابة رافعة لقطاعات الصحافة والسينما والإشهار، وستضم ثلاث مؤسسات تخص الصحافة المكتوبة والإلكترونية، والإعلام السمعي البصري، والسينما والتكوين في مجال الإشهار. أعلن عن هذا المشروع وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، اليوم الجمعة بالرباط، في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية ليوم دراسي ينظمه المعهد العالي للإعلام والاتصال حول موضوع "قضايا التكوين على مهن الإعلام والاتصال بالمغرب". وأضاف أن إحداث الأكاديمية الدولية للاتصال بالمغرب، التي ستكون جاهزة بعد ثلاث أو أربع سنوات من الآن ، يمليه تدني المؤشرات المرتبطة بنسبة مقروئية الصحف وعدد الصحافيين المهنيين (صحفي لكل ثلاثين ألف مواطن)، إضافة إلى التحديات التي يطرحها انتشار الثقافة الرقمية. وأردف الخلفي، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء المغربية، أن هذه الأكاديمية ستضم ثلاث مؤسسات تتخصص أولاها في مجال الصحافة المكتوبة والإلكترونية والإعلام السمعي البصري، مبرزا في هذا الإطار الحاجة الملحة لإطلاق أسلاك دراسية ما بعد الإجازة قصد تدارك النقص الحاصل في مجال البحث الأكاديمي في قطاع الإعلام والاتصال. وتابع أن المؤسسة الثانية ستتخصص في مجال السينما، بهدف النهوض بأداء الفن السابع بالمملكة وتوفير كفاءات وموارد بشرية تساهم، على الخصوص، في تطوير السينما الأمازيغية والصحراوية ، فيما ستكون المؤسسة الثالثة، يضيف الخلفي، مخصصة للتكوين في مجال الإشهار. ومن جانبه، اعتبر رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد أن مسألة التكوين في مجال الإعلام والاتصال تكتسي أهمية استراتيجية، بالنظر إلى التطورات المهمة التي يقبل عليها المغرب على المستوى الدستوري والسياسي والمهني. وأكد مجاهد في هذا الإطار، أنه لا يمكن تصور حدوث تطور فكري وثقافي في البلاد دون التوفر على أطر كفأة، مشددا على أهمية مثل هذه اللقاءات في وضع خارطة طريق للنهوض بجانب تكوين الموارد البشرية في قطاع الإعلام والاتصال. أما رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف نور الدين مفتاح ، فقد أكد على أهمية عنصر التكوين والتكوين المستمر لفائدة الفاعلين في قطاع الصحافة، معتبرا أن التكوين الصحفي الجيد يضمن توفر مضمون جيد ويحقق بالتالي انتشارا أكبر ومنفعة أكثر للمقاولة الصحفية. وبعدما شدد على ضرورة خلق جسور بين التكوين الصحفي وسوق الشغل، نبه مفتاح إلى خطورة ظاهرة المعاهد الخاصة التي وصف بعضها بمثابة "دكاكين" تروج للرداءة. وقال مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال إسيعلي أعراب، من جهته، ان هذا اليوم الدراسي يتوخى توفير فرصة للتفكير الجماعي حول مستقبل التكوين في قطاع الصحافة، ويشكل فرصة لكل الأطراف المعنية للتشاور والتحاور بخصوص السبل الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع. وتجدر الاشارة الى برنامج هذا اللقاء ، الذي ينظمه المعهد العالي للإعلام والاتصال بشراكة مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية، والفيدرالية المغربية لناشري الصحف ويتميز بمشاركة عدد من المهنيين وممثلي مؤسسات التكوين في مجال الإعلام والاتصال، يتضمن جلستين اثنتين تناقشان أنظمة التكوين في مجال الصحافة المكتوبة والإلكترونية وصحافة الوكالة، والإعلام السمعي البصري.