رمقت الساعة التي تزين معصمها ؛ أنها الساعة الثانية زوالا ؛ و ما زال أمامها بعض الملفات العالقة كي تدرسها و توقع عليها ؛ اليوم هي على موعد مع خطيبها أشرف ؛ لاختيار الديكور الشقة التي أقتنت هي مؤخرا و التي اتفقا على أن تكون عش الزوجية الذي سيجمعهم. أشرف شاب طيب و متخلق ؛ استطاع أن يحرك نياط قلبها بعفويته و بابتسامة الطفولية .؛ التقيا في مؤتمر لدراسة ظاهرة العنف ضد المرأة ؛ أشرف رجل جعل من قضية المرأة قضيته يدافع عنها بكل ما اوتي من قوة .ماجدة أعجبت كثيرا به بشخصيته ؛ بغموضه الساحر و حين طلبها للزواج لم تتردد و لا لحظة واحدة .مضى على خطوبتهما قرابة العام .مؤخرا لاحظت ماجدة أن أشرف أصبح شاردا ؛ و باردا في تعامله معها ؛ لم يعد يهاتفها يوميا كما كان ؛ حتى الرسائل العاطفية التي كان يبعث لها كل صباح ؛ لم يعد يداوم عليها ؛ لم تقلق ماجدة للأمر ؛ فاشرف رجل لديه مشاغل عديدة ؛ و ربما دنو يوم العرس شكل عليه ضغط نفسي .و مع ذالك قررت ماجدة أن تحدث صديقتها مريم في الأمر علها تجد لها تفسيرا آخر ؛ مريم هذه صديقة طفولتها ؛ هي الاخت التي لم تلدها لها أمها .شاءت الظروف أن يفترق والدي مريم ؛ و تضطر للعيش مع خالة كانت تسيئ معاملتها .أسرة ماجدة فتحت لها الباب ؛ و منحتها الحنان الذي حرمت منه .أخذت ماجدة هاتفها و اتصلت بمريم ؛:مريم عزيزتي هل يمكنك أن توافيني في المكتب هناك أمر ضروري أود التحدث معك فيه ؛ قبل أن الاقي أشرف بعد ساعة ؛ اقفلت الخط على موافقة مريم التي طلبت منها فقط مهلة الطريق .استقبلت ماجدة صديقتها مريم بحفاوة ؛ و طلبت من الكاتبة أن تحضر عصيرا لصديقتها وان لا تحول لها المكالمات. بدت مريم قلقة بعض الشئ فهي لم تر قط صديقتها بهذا التوتر فاستفسرتها :ما بك حبيبتي ؟ ربما ضغط العمل و ضغط التحضيرات ليوم العرس ؟ هوني عليك ماجدتي ستكون الأمور على الوجه الأكمل ؛ و الأهم هو أنك تحبين أشرف و يبادلك نفس المشاعر إنه متيم بك عزيزتي ؛ و ليس من فراغ لأنك تستحقين انت امرأة رائعة بكل المقاييس .تركت ماجدة صديقتها تكمل بوحها و اخبرتها :نعم أدرك انه يحبني لكن مؤخرا لاحظت أن نوعا من الجفاء بدأ يسري في اوصال علاقتتا ؛ لم يعد أشرف كما اعرف .قاطعتها مريم و هي تقترب منها و تضع يدها على كتفها ؛:عزيزتي أنت أدرى بعمل خطيبك ربما هناك قضايا تشغل باله ؟ أو ربما ضغط اليوم الذي سيجمع بينكما على سنة الله و رسوله ؛ الرجال عادة يصابون ببعض التشنج والتوتر فليس سهلا على رجل متمرد مثل أشرف أن يقبل الدخول إلى القفص مهما كان ذهبيا ؛ لكن ثقي عزيزتي اما متأكدة انه يحبك و يعشقك ؛ هو اعترف لي بذالك مرارا ؛ و لقد هددته بالويل والثبور اذا لم يحسن معاملة أعز أخت لدي ؛ و انطلقتا الصديقتان في ضحكة عالية ؛ و قامت مريم بتقبيل عزيزتها ماجدة و أستاذنت بالانصراف ؛ لأن لديها أمرا مهما .رمقت ماجدة مجددا ساعتها ؛ اقترب موعدها مع اشرف لم تنه بعد ملفاتها العالقة ؛ دفعتها جانبا و أخذت هاتفها و ركبت رقم أشرف ؛ رن الهاتف لمرات عديدة قبل أن يجيبها صوت متثاقل :نعم عزيزتي ماجدة ماذا هناك ؟ عزيزي أشرف انسيت موعدنا اليوم مع مهندس الديكور ؟ بدا أشرف و كأنه غارق في عالم آخر :اه حبيبتي نسيت فعلا و انا الان متعب جدا استلقيت للتو بحثا عن قسط من الراحة .لم تشأ ماجدة أن تنفعل و تظهر له غضبها تمالكت نفسها و ردت :لا عليك حبيبي إرتح قليلا فأنت في أمس الحاجة إليها .اقفلت المكالمة و بداخلها غضب يزمجر ؛ كيف له أن يتعامل بهذا الاستخفاف و اللامبالاة و موعد زفافهما على الأبواب .ذات يوم و هي عائدة من العمل ؛ منهمكة في الحالة التي أصبح عليها أشرف ؛ حيث اصبحت كل الأعذار جاهزة لتفسير لامبالاته ؛استوقفتها صديقة قديمة حيتها و سألتها عن سبب شرودها ؛ فاجابتها ماجدة :فقط ضغط العمل عزيزتي ؛ هنا ربتت الصديقة على كتفها و قالت لها :لا عليك عزيزتي أنا الآن في عجلة من أمري ؛ نكمل حديثنا في عرس مريم و أشرف طبعا تلقيت دعوة الحضور إلى زفافهما ؟