ليس سهلًا على أي سياسي نافذ اختيار هاتف ذكي، فكيف إذا كان زعيمًا أو رئيس جمهورية، حيث مكالماته جزء من أسرار الدولة وأمنها القومي، لذلك يجمع قادة بينهم ميركل على "عشق" بلاك بيري لما يوفره من خصوصية، إلا أن أوباما بدأ يفكر أخيرًا في اقتحام عالم "إندرويد" بعد تقوية مستوياته الأمنية. أفادت تقارير أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يفكّر في التخلي عن هاتف "بلاك بيري"، الذي ظل متشبثًا به فترة طويلة لمصلحة هاتف ذكي يعمل بنظام إندرويد التشغيلي. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن البيت الأبيض يختبر موديلات مختلفة من سامسونغ و"آل جي" كبدائل صالحة من بلاك بيري للرئيس. ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم البنتاغون قوله: "إن وكالة الاتصالات الخاصة بالبيت الأبيض تجرّب وتستخدم طائفة متنوعة من الأجهزة المحمولة تماشيًا مع بقية الأقسام التابعة لوزارة الدفاع". أوباما سيتخلى عن بلاك بيري يقول خبراء إن خيار زعماء العالم للهاتف الذكي، الذي يستخدمونه، يعني أكثر بكثير من الكشف عن نظام التشغيل الذي يفضّلونه. وكان أوباما ورئيس الوزراء البريطاني أصرّا على الاحتفاظ بهاتف بلاك بيري حين تسلّما مهام منصبيهما في البيت الأبيض و10 داوننغ ستريت، رغم المخاوف الأمنية التي أبدتها استخبارات البلدين من مخاطر القرصنة الالكترونية والتجسس وسرقة المعلومات. وتعتبر شبكة بلاك بيري الأكثر أمانًا وأمنًا، حتى إنها أصبحت الشبكة المفضلة لدى البيت الأبيض طيلة أكثر من 10 سنوات. وحرصت وسائل الإعلام على توثيق غرام أوباما بهاتف بلاك بيري، الذي ظل يتمسك به، معلنًا عام 2009 "أنهم سينتزعونه من يديّ انتزاعًا". وحين سُئل المتحدث باسم البيبت الأبيض روبرت غيبس عمّا إذا كان مستشارو أوباما يحاولون "فطم" الرئيس عن بلاك بيري، أجاب "لا أحد يستطيع ذلك". في النهاية وافق أوباما وكاميرون على استخدام أجهزة مشفرة للحد من المخاطر الأمنية، كما أفادت صحيفة الديلي تلغراف. لكن أوباما وكاميرون ليسا الوحيدين الواقعين في غرام بلاك بيري بين زعماء العالم، بل صوّرت عدسات الكاميرا المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في أواخر العام الماضي وهي تلوّح بهاتف بلاك بيري زد 10، بعدما ذكرت تقارير أن أوباما شخصيًا سمح بمراقبة هاتفها في عام 2010. وكان هاتف بلاك بيري، الذي ظهر بيد ميركل في الصورة، مجهزًا ببرمجية تشفير لمنع التنصت على مكالماتها. وكانت المستشارة الألمانية تستخدم قبل ذلك هاتف نوكيا 6210 سلايد، ابتداء من تشرين الأول/أكتوبر 2009، قبل أن تنتقل إلى استخدام بلاك بيري زد 10 في تموز/يوليو 2013. الفرنسي يعشق "الأميركي" هيلاري كلينتون أيضًا محسوبة على محبي هاتف بلاك بيري. وراجت على الانترنت صورتها بنظارات شمسية وهي تنقر على أرقام هاتفها بكل جدية، وقد ارتسم على وجهها تعبير متجهّم. لكن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يعتبر من مشجّعي آيفون، ويستخدم آيفون 5 في تنفيذ مهام الرئاسة. وظل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فترة طويلة ينفي امتلاكه هاتفًا ذكيًا، وقال في عام 2010 إنه لو امتلك مثل هذا الهاتف لبقي يرن بلا انقطاع. لكن عدسات الكاميرا ضبطت بوتين منذ عام 2012 وهو يستخدم هاتف أم تي إس غلوناس 945، الذي يعمل بنظام إندرويد، ويُقال إنه رد روسيا على آيفون من أبل. أون يتظاهر بتشجيع "الوطني" على الجانب الآخر من العالم، يفضل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هاتف إتش تي سي باترفلاي على المنتوج الوطني، رافضًا أن يستخدم هاتف إريرانغ الذكي ذا الصناعة الكورية الشمالية. وكان كيم أعلن تحمسه للهاتف إريرانغ، الذي يُصنع كاملًا في كوريا الشمالية، بوصفه فخر الصناعة الوطنية، لكنّ صورًا نُشرت له يظهر فيها هاتف إتش تي سي باترفلاي على طاولته خلال اجتماع عسكري في العام الماضي. وامتنعت شركة إتش تي سي التايوانية عن التعليق على الصور في حينه، لكنها أصدرت في ما بعد بيانًا، قالت فيه إنها "تثمّن دعم كل المستخدمين". ويبدو أن حسابات كيم السياسية رجّحت كفة الهاتف التايواني على هواتف سامسونغ الكورية الجنوبية وآل جي أو أبل الأميركية أو موتورولا. 5 هواتف لرئيسة تايلاند ويُقال إن رئيسة وزراء تايلاند ينغلاك شيناواترا تستخدم خمسة هواتف ذكية، بينها آيفون 5، وكانت في السابق الرئيسة التنفيذية لأكبر شركة هاتف محمول في تايلاند. في هذه الأثناء، يُكتب الكثير عن لحاق نظام إندرويد التشغيلي من غوغل بمستوى الأمن الذي يوفره هاتف بلاك بيري، وآثار ذلك على تفضيلات زعماء العالم، بل وحتى عملهم