أكد الباحثان فريديرك وكيمبرلي كاغان في مقال بصحيفة لوس أنجلس تايمز الأميركية، أن الانسحاب الأميركي من العراق لن يؤدي سوى إلى تقوية نفوذ إيران التي تملك روابط قوية مع الحكومة الشيعية في بغداد، وأن إيران هزمت الولاياتالمتحدة في العراق. ويعمل فريديرك كاغان باحثاً ورئيساً لمشروع التهديدات الحرجة في معهد المؤسسة الأميركية لأبحاث السياسة العامة، فيما تشغل كيمبرلي كاغان منصب رئيسة معهد دراسات الحرب حيث وأوضح الباحثان أن الانسحاب الأميركي الذي جاء بعد فشل واشنطن في ضمان بقاء جنودها بالعراق وفق اتفاق جديد،سيكون مفيداً لإيران دون شك. وقال الباحثان إنه بينما فشل أوباما في تحقيق أهدافه في العراق، كانت إيران على العكس من ذلك، إذ هي في الطريق لتحقيق أهدافها إستراتيجية. فمنذ عام 2004، سعت إيران لطرد القوات الأميركية من العراق ودعم وجود حكومة ضعيفة يقودها الشيعة، وبناء ميليشيا من طراز حزب الله لمضايقة السياسيين العراقيين الموالين للغرب، وكذلك ترسيخ أيديولوجيتها الدينية في إطار المؤسسة الشيعية، وقد نجحت في تحقيق هذه الأهداف جميعا. وأكد الباحثان أن منع توقيع اتفاق تمديد بقاء القوات الأميركية كان هدفا إيرانيا أساسيا منذ عام 2008، ففي تلك السنة قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو لصحيفة واشنطن بوست إنه اطلع على تقارير استخبارية تقول إن إيران ضغطت على مسؤولين عراقيين لعرقلة الاتفاق الجديد. وأوضح الباحثان أن كثيرا من الأميركيين تنفسوا الصعداء بإعلان انتهاء الحرب في العراق، لكن هذا الارتياح يجب أن يكون مصحوبا بإقرار أن إيران نجحت في تحقيق أهدافها في العراق. وأضافا أن عراقا مرتبطا بإيران سيضعف أية عقوبات تفرضها المجموعة الدولية على طهران، وقد تشهد هذه السنة صعود إيران في العراق وجميع أنحاء الشرق الأوسط، وحينها ستكون هزيمة أمريكا أمرا لا مفر منه.