أعلنت جماعة عراقية مسلحة مسؤوليتها عما قالت إنه هجوم صاروخي على المنطقة الخضراء قرب السفارة الأميركية ببغداد، أول أمس الثلاثاء، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن, حسب ما أفادت مجموعة مراقبة أميركية أمس الأربعاء. وقالت منظمة "جيش المجاهدين" إن الصواريخ التي أطلقت على المنطقة الخضراء كانت بمثابة "استقبال" لبايدن الذي حثته على نقل رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بالانسحاب من البلاد, حسب ما نقلته مجموعة "سايت" للرصد عن مواقع تابعة للمسلحين على الانترنت. وذكر مسؤولون أمنيون عراقيون أن أربع قذائف هاون سقطت بالقرب من السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء بعد ساعات من وصول بايدن إلى بغداد في زيارة مفاجئة.وقال مراسل كان يرافق بايدن انه لم يصب بأذى. وذكرت المنظمة أن "المجاهدين استطاعوا أن يمطروا المنطقة الخضراء ومقر الاحتلال في مطار بغداد بستة صواريخ أرض-أرض". وأضافت "إنهم يزعمون أن قذائف هاون أطلقت,لكننا نؤكد أنها كانت صواريخ" من النوع الذي ذكر أعلاه. ويعد جيش المجاهدين مقربا من عزت إبراهيم الدوري الذي كان مسؤولا بارزا في نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وما يزال ينشط في الخفاء. وتنشط هذه المنظمة بشكل خاص في شمال بغداد وأعلنت في يناير2009 مسؤوليتها عن هجوم على قاعدة أميركية في التاجي. وقال مساعدون إن بايدن كان آمنا في مكان لم يعلن عنه. وفرضت سرية على مكان تواجده لأسباب أمنية. وقوطعت إفادة للصحفيين كان يقدمها هيل واوديرنو بصوت الانفجارات. وأذاع مكبر صوت بالسفارة تحذيرا يطلب الهبوط إلى الأرض واتخاذ ساتر. وقال الجيش الأميركي انه لم يقع سوى انفجار واحد أصاب منطقة قريبة من المنطقة الخضراء وليس داخلها. وهذه هي زيارة بايدن الثانية للعراق في غضون ثلاثة أشهر وتشير إلى حرص إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على حل النزاعات القديمة بين الأكراد والشيعة والسنة حول الأرض والنفط وهو ما يخشى مسؤولون أميركيون أن يمزق الأمن الهش في البلاد. وبعد الاجتماع مع هيل واوديرنو قال بايدن إن الانتخابات القومية في يناير كانون الثاني هي المفتاح لحل هذه الخلافات التي أصبحت سافرة خلال الأسابيع الأخيرة من خلال التشاحن العلني حول من يلقى عليه باللوم في تفجيرات القنابل. وأضاف بايدن" اعتقد أن الانتخابات الناجحة هي الشرط الضروري لحل هذه المسائل السياسية العالقة، وغالبية الأطراف لديها الشعور نفسه ". وتراجع العنف في العراق بشكل كبير منذ أن بلغت موجة من أعمال القتل الطائفي أوجها عام 2006. ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى إرسال عشرات الآلاف من القوات الأميركية إلى هناك لكن المكاسب الأمنية لم يتحقق بالتوازي معها تقدم سياسي. وقال هيل لا أعتقد بالضرورة إن نتيجة عملية سياسية فاشلة هي الحرب الأهلية. التهديد هو أن العملية السياسية لن تعطي البلاد تماسكا كافيا للعمل بشأن قضاياها الاقتصادية وان تصبح عاملا قويا ومستقرا في المنطقة. ومازالت المكاسب الأمنية نفسها هشة مثلما أظهرت الهجمات بقذائف المورتر والصواريخ والهجومان بشاحنتين ملغومتين يوم 19 غشت، اللذان قتل فيهما 95 شخصا عند وزارتي الخارجية والمالية العراقيتين وهما الهجومان اللذان أضرا بثقة الرأي العام في قدرات الشرطة والجيش العراقيين. واتهم رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي مؤيدي حزب البعث التابع لصدام حسين بتدبير الهجمات من سوريا المجاورة ما أثار خلافا دبلوماسيا مع دمشق التي انتقدها الرئيس العراقي وهو كردي كما انتقدها نائبا الرئيس بشدة. وقال اوديرنو" نحن لا نعرف أن هناك مستوطنات للأجانب داخل سوريا تمول العمليات داخل العراق. وعلينا أن نواصل الضغط على سوريا لاتخاذ إجراءات ضد بعض هذه العناصر التي تواصل محاولاتها لزعزعة الاستقرار في العراق". وأشار اوديرنو إلى أنه ينظر إلى الموقف الأمني في العراق على أنه مستقر وذلك قبل أن يقاطع أول انفجار مدو ملاحظاته. وتضغط واشنطن دون نجاح كبير منذ عام 2006 على قادة الأكراد والشيعة والسنة العرب لتنحية خلافاتهم جانبا والتوصل لتسوية حول قضايا مثل قانون جديد للنفط لإدارة ثالث أكبر احتياطات نفطية في العالم. لكن العمليات القتالية الأميركية في العراق ستنتهي بحلول غشت من العام المقبل، لذا فإن نفوذ الولاياتالمتحدة بين قادة العراق والوقت المتاح أمامها ينفذان قبل أن تحقق هدفها وهو الانسحاب من عراق مستقر نسبيا. ويستلزم اتفاق أمني مع العراق أن تنسحب كل القوات الأميركية من البلاد بحلول 2012.