سيطرت الشرطة بشكل كامل على مداخل ساحة "بويرتا ديل سول"، أو (بوابة الشمس) بوسط العاصمة الإسبانية مدريد، والتي يعتصم بها آلاف الأشخاص للمطالبة باصلاحات سياسية واجتماعية. وتطالب الشرطة كل من يرغب في الدخول إلى الساحة بإبراز هويته والخضوع لتفتيش مسبق. ووقف المعتصمون في وقت متأخر من يوم الأربعاء دقيقة صامتة لادانة التعامل "العنيف" لقوات الأمن مع نشطاء حركة (15 مايو) المعتصمين بأحد ميادين مدينة غرناطة بجنوب البلاد. وكانت هذه الحركة قد بدأت احتجاجات يوم الأحد الماضي واكتسب تحركها زخما كبيرا حيث خرجت تظاهرات في عدة مدن إسبانية خلال الأيام الماضية لانتقاد النخبة السياسية والحزب الاشتراكي الحاكم وخصمه الأكبر في المعارضة الحزب الشعبي، لاهتمامهم بالنزاع بينهما وعدم طرح رؤى واقعية لمشكلة البطالة التي بلغ معدلها هناك إلى 20%. واعتبر متحدث رسمي بإسم الحركة في خطاب وجهه إلى المعتصمين بالساحة أن "السلطة تأتي من هنا" - أي من ميدان الاعتصام-، مشيرا إلى أنه لا يوجد داعي "للتسرع" في اعداد مقترحات بخصوص المطالب التي ينادون بها. وأضاف المتحدث "إنهم يطالبوننا بمقترحات لم يطرحوها من قبل وبرامج سياسية لم ينفذوها، بل ويطالبون بالشفافية وهم من لم يسألونا أبدا عن أي شيء، يقولون إنهم يحترموننا ولكنهم في النهاية يفصلوننا من وظائفنا ويقومون باستغلالنا". ومن ناحية، أخرى قال عضو ب(15 مايو)، يدعى كارلوس، للصحفيين إن هذه الحركة تعكس غضب فئات مختلفة بين شباب وعاطلين ومتقاعدين ونساء من غياب الديمقراطية الحقيقية، ونسيان المواطنين والاهتمام بمن لديه قوة مالية. وردد المعتصمون طوال الليلة الماضية هتافات مثل "إسبانيا تسمع.. هذا هو كفاحنا" و"نحن أكثر من أمس وأقل من غد" و"ليس لدينا منزل وسنبقى في هذه الساحة" و"الشعب المتحد ليس لديه أحزاب". ورفع المشاركون في الاعتصام لافتات كتب عليها أيضا "بلا خبز لن يوجد سلام" و"لا نعارض النظام ولكن النظام هو من يعارضنا" و"تنقذون البنوك وتنهبون الفقراء" و"مزيد من التعليم وقليل من القمع". يشار إلى أن الانتخابات البلدية والاقليمية ستجري في إسبانيا الأحد المقبل، حيث يفكر النشطاء في الاستمرار باعتصامهم في ساحة "بوابة الشمس". حتى هذا الموعد. أندلس برس+وكالات