اجتاحت المخيمات الاحتجاجية ل"حركة 15 ماي" التي تطالب بتغيير سياسي واجتماعي عاجل في إسبانيا اليوم الاربعاء العديد من الساحات الرئيسية في كبريات المدن الاسبانية. ونصب الالاف من الشباب منذ مساء أمس خياما في حوالي أربعين مدينة من بينها مدريد وبرشلونة وسرقسطة وغرناطة وبلنسية للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية" استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية من بينها "فايسبوك" و"تويتر". وأعلن المحتجون الذين تجمعوا في إطار "حركة 15 ماي" في إشارة إلى تاريخ المظاهرات العارمة التي شهدتها العديد من المدن الاسبانية يوم الاحد الماضي أنهم سيستمرون في إقامة المخيمات الاحتجاجية المطالبة ب"الكرامة والضمير السياسي والاجتماعي" و ب "التجديد الديموقراطي" إلى غاية يوم 22 ماي الجاري حيث من المقرر إجراء الانتخابات المحلية في عدد من المدن والجهات الاسبانية. وكان الالاف من الاسبان معظمهم من الشباب قد تظاهروا مساء أمس الثلاثاء في ساحة "بويرطا ديل صول" (باب الشمس) بوسط مدريد للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية" استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية. وقد تجمع الالاف من الشباب والعمال والعاطلين والمتقاعدين والأسر ابتداء من الساعة الثامنة من مساء أمس في هذه الساحة التي امتلأت عن آخرها للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وللتنديد ب "الطبقة السياسية" التي لا تمثل � حسب رأيهم � المواطنين. لكن حوالي ألف من المتظاهرين قرروا نصب خيام بهذه الساحة الرئيسية بوسط مدريد حيث قضوا ليلتهم بشكل سلمي ومنظم أمام أنظار أفراد الشرطة المحلية الذين حاصروا بكثافة جميع الشوارع المؤدية إلى ساحة "بويرطا ديل صول". وأعلن المحتجون الذين كانوا يرفعون لافتات تطالب ب"ديموقراطية حقيقية" وب"إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة" عن إطلاق "تعبئة كبرى" يومي السبت والاحد القادمين مؤكدين أنهم سيستمرون في أشكالهم النضالية إلى غاية يوم الاحد القادم قبل اتخاذ قرار جماعي بشأن المرحلة القادمة. وكانت قوات الامن الاسبانية قد قامت فجر أمس الثلاثاء بتفكيك مخيم احتجاجي بوسط مدريد أقامه العشرات من الشباب الاسبان معظمهم من الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن" للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. وأسفر التدخل الامني ، الذي وصفه عدد من الشباب في تصريحات صحفية ب"العنيف" ، عن إصابة العديد من الاشخاص بجروح. وشارك في عملية تفكيك هذا المخيم التي تمت في حوالي الساعة الخامسة والنصف من فجر أمس، العديد من أفراد مكافحة الشغب بالشرطة المحلية فضلا عن مجموعة من أفراد الشرطة الوطنية. لكن عملية تفكيك هذا المخيم ، التي تمت بشكل "عنيف" حسب المتظاهرين ، أدت إلى ارتفاع كبير في مستوى التعبئة على الشبكات الاجتماعية مما دفع الالاف من الاسبان مساء أمس للتظاهر مجددا في إطار حركة أطلق عليها إسم "الديمقراطية الحقيقية الآن" للتنديد بنظام سياسي لا يمثلهم ويشجع القطبين الحزبيين متهمين الطبقة السياسية الاسبانية بتغليب مصالحها الشخصية على مصالح المواطنين. ووجه المتظاهرون انتقادات لاذعة لوسائل الاعلام الاسبانية التي تمارس "الرقابة" وتتجاهل المواضيع الحقيقية التي تشغل بال المواطنين معبرين عن استنكارهم للسياسة الحزبية التي يتم نهجها في إسبانيا. كما عبر المتظاهرون عن استيائهم من الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد والمطالبة ب"تجديد ديموقراطي". وكانت هذه السلسلة من المظاهرات التي أطلقت عليها وسائل الاعلام "حركة 15 مارس" قد انطلقت أول أمس الاحد في العديد من المدن الاسبانية استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية. ففي مدريد اجتمع المتظاهرون ، الذين بلغ عددهم حسب المنظمين حوالي 25 ألف شخص في ساحة "ثيبيليس" الشهيرة قبل التوجه إلى ساحة "بويرطا ديل سول" وسط العاصمة للتعبير عن رفضهم اعتبار المواطنين "بضاعة في أيدي السياسيين والمصرفيين" مطالبين بمحاسبة المتسببين في وقوع الازمة الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة (حوالي خمسة ملايين عاطل). كما طالب المتظاهرون بإعادة النظر في القانون الانتخابي الذي وصفوه ب "الفاسد". وخلال المظاهرة التي شهدتها مدريد وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن مما أدى إلى إلقاء القبض على حوالي عشرين شخصا تمت متابعة 18 منهم من قبل القضاء الاسباني.