تظاهر الالاف من الاسبان معظمهم من الشباب مساء اليوم الثلاثاء في ساحة "بويرطا ديل صول" (باب الشمس) بوسط مدريد للمطالبة ب"ديموقراطية حقيقية" استجابة لنداء تم تداوله على الشبكات الاجتماعية. وتجمع الالاف من الشباب والعاطلين والمتقاعدين والاسر ابتداء من الساعة الثامنة من مساء اليوم في هذه الساحة التي امتلأت عن آخرها للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وللتنديد ب "الطبقة السياسية" التي لا تمثل، حسب رأيهم، المواطنين. وردد المشاركون في هذه المظاهرة، التي تنظم بمبادرة من حركة أطلق عليها إسم "الديمقراطية الحقيقية الآن" لليوم الثالث على التوالي وسط العاصمة الإسبانية شعارات تندد ب"نظام سياسي لا يمثلهم ويشجع القطبين الحزبيين"، متهمين الطبقة السياسية الاسبانية ب"تغليب مصالحها الشخصية على مصالح المواطنين". ووجه المتظاهرون انتقادات لاذعة لوسائل الاعلام الاسبانية التي تمارس "الرقابة" و"تتجاهل" المواضيع الحقيقية التي تشغل بال المواطنين، معبرين عن استنكارهم للسياسة الحزبية التي يتم نهجها في إسبانيا. كما عبر المتظاهرون عن استيائهم تجاه الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد مطالبين ب"تجديد ديموقراطي". ويعتزم المشاركون في هذه المظاهرة عدم مغادرة ساحة "بويرطا ديل صول" مساء اليوم مؤكدين أنهم سيقضون الليلة القادمة في هذه الساحة في خيام سيتم نصبها لهذا الغرض. وكانت قوات الامن الاسبانية قد قامت صباح اليوم الثلاثاء بتفكيك مخيم احتجاجي بوسط مدريد أقامه العشرات من الشباب الاسبان معظمهم من الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن" للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. وقد أسفر التدخل الامني ، الذي وصفه عدد من الشباب في تصريحات صحفية ب"العنيف"، عن إصابة العديد من الاشخاص بجروح. وشارك في عملية تفكيك هذا المخيم، التي تمت في حوالي الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم، العديد من أفراد مكافحة الشغب بالشرطة المحلية فضلا عن مجموعة من أفراد الشرطة الوطنية. وكان العشرات من الشباب الإسبان ينتمون إلى الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن" قد نصبوا أمس خياما بساحة "صول" وسط العاصمة الاسبانية للتعبير عن استيائهم تجاه الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد. وكان هؤلاء المعتصمون، الذي بلغ عددهم حوالي 500 شخص، يعتزمون الاستمرار في حركتهم الاحتجاجية المطالبة ب"الكرامة والضمير السياسي والاجتماعي" و ب "التجديد الديموقراطي" إلى غاية يوم 22 ماي الجاري حيث من المقرر إجراء الانتخابات المحلية في عدد من المدن والجهات الاسبانية. وكانت هذه السلسلة من المظاهرات التي أطلقت عليها وسائل الاعلام "حركة 15 مارس" قد انطلقت أول أمس الاحد في العديد من المدن الاسبانية استجابة لنداء تم تداوله على الشبكة الاجتماعية "فايسبوك". ففي مدريد اجتمع المتظاهرون ، الذين بلغ عددهم حسب المنظمين حوالي 25 ألف شخص في ساحة "ثيبيليس" الشهيرة قبل التوجه إلى ساحة "بويرطا ديل سول" وسط العاصمة للتعبير عن رفضهم اعتبار المواطنين "بضاعة في أيدي السياسيين والمصرفيين"، مطالبين بمحاسبة المتسببين في وقوع الازمة الاقتصادية التي تتخبط فيها إسبانيا مما أدى إلى ارتفاع مهول في معدلات البطالة (حوالي خمسة ملايين عاطل). كما طالب المتظاهرون بإعادة النظر في القانون الانتخابي الذي وصفوه ب "الفاسد". ونقلت وسائل الاعلام الاسبانية عن متحدث بإسم حركة "الديمقراطية الحقيقية الآن" قوله "بالرغم من عدم وجود إثباتات واضحة عن المتسببين الحقيقيين في الوضع السياسي والاجتماعي، إلا أننا نطالب بمراجعة القانون الانتخابي الحالي الذي يفرض على البلاد نظام القطبين الحزبيين". وخلال المظاهرة، التي شهدتها مدريد، وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن مما أدى إلى إلقاء القبض على 24 شخصا. كما أصيب سبعة أشخاص من بينهم خمسة من رجال الشرطة وإثنين من المارة. وأشارت وسائل الاعلام الاسبانية، استنادا إلى مصادر من الشرطة، إلى أن قوات الامن اضطرت إلى التدخل عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين تعطيل حركة المرور على مستوى أحد أكبر الشوارع الرئيسية في العاصمة. وردد الآلاف من الشباب (طلبة وأكاديميون وعاطلون) شعارات تعبر عن اليأس تجاه الوضع الحالي و"المستقبل الغامض"، مطالبين بتغييرات سياسية واجتماعية عميقة. وأبدوا عدم ثقتهم في الوعود الانتخابية التي تتقدم بها الاحزاب السياسية ، خاصة في مجال التشغيل ، خلال الحملة الحالية للانتخابات المحلية التي ستجرى يوم الاحد القادم.