تظاهر الآلاف من الإسبان مجدّدا، مساء الثلاثاء 17 ماي، بساحة "بويرطا ديل صول" الكائنة وسط العاصمة مدريد من أجل المطالبة ب"ديموقراطية حقيقية" وذلك في استمرار الاستجابة للنداء التي يتم تداولها على "الفايسبوك" وفق ذات الشاكلة التي أنتجت احتجاجات بلدان بشمال إفريقيا والشرق الأوسط. وقد تجمع الآلاف من الشباب والعاطلين والمتقاعدين والأسر ابتداء من الساعة التاسعة مساء وفق التوقيت المحلي الموافق لتوقيت غرينيتش بزيادة ساعتين اثنتين، ما جعل الساحة تمتلئ عن آخرها وسط رفع للشعارات المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وأخرى منددة ب "الطبقة السياسية التي لا تمثل المواطنين". وردد المشاركون في هذه المظاهرة، التي تنظم بمبادرة من حركة "الديمقراطية الحقيقية الآن" ولليوم الثالث على التوالي وسط العاصمة الإسبانية، شعارات تندد ب"نظام سياسي لا يمثلهم ويشجع القطبين الحزبيين"، في إشارة إلى الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم حاليا وغريمه المعارض الحزب الشعبي، متهمين الطبقة السياسية الاسبانية ب"تغليب مصالحها الشخصية على مصالح المواطنين". كما وجه المتظاهرون انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام الاسبانية باعتبارها " تمارس الرقابة وتتجاهل المواضيع الحقيقية التي تشغل بال المواطنين"، معبرين عن استنكارهم ل "لسياسة الحزبية التي يتم نهجها في إسبانيا".. وقد عبّر أيضا عن الاستياء من "الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد" وطولب ب"تجديد ديمقراطي". المشاركون في هذه المظاهرة أعلنوا عدم استعدادهم لمغادرة ساحة "بويرطا ديل صول" التي احتلوها بالكامل مساء الثلاثاء، مؤكدين أنهم سيقضون الليلة في هذه الساحة ضمن خيام سيتم نصبها لهذا الغرض.. وكانت قوات الامن الاسبانية قد قامت صباح الثلاثاء بتفكيك مخيم احتجاجي أقل عددا بوسط مدريد، أقامه العشرات من الشباب معظمهم من الحركة الاحتجاجية "الديمقراطية الحقيقية الآن" للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. . وقد أسفر التدخل الأمني عن إصابة العديد من الأشخاص. وشارك في عملية تفكيك هذا المخيم، التي تمت في حوالي الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم، العديد من أفراد مكافحة الشغب بالشرطة المحلية فضلا عن مجموعة من أفراد الشرطة الوطنية.