بعد زيارة ثاباتيرو إلى تونس قبل أسبوعين في دعم للتحول الديمقراطي في هذا البلد بعد الإطاحة بنظام بن علي، عرضت وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيداد خيمينيث اليوم على السلطات المصرية تقديم بلادها لكل أشكال التعاون خلال مرحلة التحول الديمقراطي التي تعيشها مصر في أعقاب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك الشهر الماضي، خاصة وأن إسبانيا لديها تجربة مماثلة منذ ثلاثة عقود. وقدمت خيمينيث هذا العرض خلال زيارتها لمصر في إطار جولة شرق أوسطية تحملها إلى سوريا والأردن ولبنان بهدف دعم الإصلاحات الديمقراطية في المنطقة، والتي تأتي تكملة للزيارة التي أجرتها الوزيرة إلى تونس في الثاني من الشهر الجاري برفقة رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغث ثاباتيرو. واستهدفت زيارة ثاباتيرو تقديم دعم مدريد للمرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في 14 يناير الماضي. والتقت وزيرة الخارجية الإسبانية في بداية زيارتها لمصر بالرئيس السابق لوكالة الطاقة الذرية المعارض محمد البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام 2005 والمرشح للرئاسة، وبعد ذلك اجتمعت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، الذي اعلن ايضا عن نيته الترشح للرئاسة. وعقب اجتماعها مع البرادعي في أحد فنادق القاهرة انتقلت خيمينيث لمقر الجامعة العربية بميدان التحرير، بؤرة الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي. وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية في المؤتمر الصحفي الذي جمعها بموسى ان الحكومة والشعب المصري "سيحظون دائما بالدعم والخبرة الإسبانية طالما أرادوا ذلك". وأضافت "نحن مستعدون دائما للمساعدة التي تحتاجونها"، مذكرة بالتجربة التي عاشتها إسبانيا نحو الديمقراطية منذ 30 عاما بعد عهد الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو. وحسب خيمينيث، فإن الحكومة الإسبانية ترى ان "الوقت التاريخي" الذي يعيشه العالم العربي "يمثل فرصة كبيرة للعمل من أجل الديمقراطية في مناخ من الحوار والتنمية والاستقرار". وأردفت "في أوقات التغيير دائما ما تتداخل الشكوك مع الأخطار، ولكن ينبغي ان نحول الخطر إلى فرصة تستثمر من اجل الديمقراطية" وهنأت الوزيرة الإسبانية الشعب المصري بنجاح ثورته، متمنية له النجاح في إرساء أسس الديمقراطية الكاملة.