طالبت مجموعة من الجنود غير النظاميين الإسبان الذين شاركوا في حرب سيدي إيفني بالجنوب المغربي بين سنتي 1957 و1958 الحكومة الإسبانية بتعويض إجمالي قدره 280 مليون يورو، مقابل مشاركتهم في حرب نظامية رغم أنهم لم يكنوا جنودا محترفين. وتعتبر المجموعة المكونة من 2200 من قدماء المحاربين الذين لازالوا على قيد الحياة أن الدولة الإسبانية مطالبة بتقديم تعويض مادي مقداره 35000 يورو لفائدة كل واحد المحاربين الذين تم الزج بهم في حرب سيدي إيفني والصحراء ويقدر عددهم الإجمالي ب 8000 شخص. وهددت جمعية قدماء المحاربين في الصحراء بجر الحكومة الإسبانية أمام المحاكم إن هي لم تستجب لمطالبها، حيث تناضل هذه الجمعية منذ خمسة عشرة سنة من أجل انتزاع اعتراف الدولة بالخدمة العسكرية التي قدمها الجنود غير النظاميين في هذه الحرب التي تعتبر آخر حرب استعمارية- إمبريالية في إفريقيا. وقد اندلعت حرب سيدي إيفني في سنة 1957 حيث شن جيش التحرير المغربي هجمات ضد الجيش الإسباني والفرنسي سنة 1957، بعد عام واحد من استقلال المغرب. وتم بموجبها استرجاع رأس جوبي (طرفاية) إلى المغرب. وسجلت أولى المناوشات في أكتوبر 1957 وكانت عبارة عن سلسلة من الهجمات في الصحراء المغربية شنها مقاومون مغاربة من المناطق التي استقلت للتو من الحماية الفرنسية بالمشاركة مع جيش تحرير الجنوب، لمحاولة استرجاع المناطق التي كانت إسبانيا لازالت تحتلها بالصحراء. أدت الهجمات إلى دخول الجيش المغربي (جيش التحرير) رسميا الحرب ضد إسبانيا وذلك ببدء تنظيم صفوف المقاومين وقيادتهم، علاقات المغرب المضطربة مع فرنسا أدت إلى دخول هذه الأخيرة إلى جانب إسبانيا في الحرب مما أدى إلى القضاء على جيش تحرير الجنوب. ولكن هذه الحرب مكنت المغرب من استرجاع الجزء الشمالي من الصحراء والمسمى طرفاية وسيدي إيفني أما الجزء الجنوني فقد استرجع سنة 1975 بعد تنظيم المسيرة الخضراء.