حين تنظر إلى وجوههم تكتشف بسرعة أنهم رجال غير عاديين ويحملون آلاف الحكايات والمعاناة. إنهم أكثر من 17000 محارب مغربي لازالوا على قيد الحياة. دافعوا عن ألوان العلم الفرنسي، في «لاندوشين» و«مدغشقر» والحرب العالمية الثانية، وبعد أكثر من أربعين سنة من الانتظار قررت السيدة فرنسا تسليمهم تعويضات وتقاعدات مساوية للمبالغ التي يتلقاها قدماء المحاربين الفرنسيين. يحضرون بالعشرات يوميا إلى المركز الفرنسي ل«خدمات قدماء المحاربين» من أجل تسوية بطاقاتهم الحربية، التي تحمل ألوان العلم الفرنسي، أو من أجل الحصول على رجل اصطناعية بدل الرجل التي تفتتت بفعل ألغام الشيوعيين. ينتظرون ساعات طويلة مع أبنائهم في قاعة واسعة متكئين على عصيهم الخشبية. يحملون معهم عاهاتهم وصورهم وحكاياتهم، ليؤكدوا للمسؤولين الفرنسيين أنهم «كانوا في أحد الأيام يحملون أيضا شعار الحرية والعدالة والمساواة». كلماتهم قوية كالرصاص، ولا يخافون الحديث إلى الصحافة، وينتظرون كل يوم مقابلة المسؤولين الفرنسيين، لتسلم أموالهم وأرجلهم البلاستيكية، حيث توصلت «المساء» بوثائق رسمية لمركز «خدمات قدماء المحاربين» الفرنسي تشير إلى أن المحاربين المغاربة الذين حاربوا دفاعا عن فرنسا سيتلقون ما يقارب 5500 درهم سنويا كتقاعد، بعد أن كانوا يتسلمون 660 درهما سنويا في الأعوام الماضية، ويرتفع هذا المبلغ -كما صرح بذلك مدير المركز- كلما كان المحارب معطوبا أكثر، «أي أن كل إصابة تساوي درهما». إنها بقايا صور وحكايات وأصوات لازالت عالقة في أذهان محاربين لم يقهرهم بؤس الزمن ولا نسيان فرنسا لهم. تفاصيل آخرى في صفحة ربورطاج.