قال باحثون يابانيون، إنهم طوروا جهازًا إلكترونيًا متناهي الصغير، يمكن أن يشخص الإصابة بالسرطان عن طريق البول. الجهاز طوّره باحثون في جامعة ناجويا اليابانية، ونشروا نتائج أبحاثهم في العدد الأخير من دورية (Science Advances) العلمية. وأضاف الباحثون، أن التحدي الذي يواجه الأطباء في كافة المجالات يتمثل في التوصل إلى أدوات تشخيصية غير جراحية، تسمح لهم بمتابعة المرضى بشكل منتظم، من خلال عينة بول بسيطة على سبيل المثال. وعن شكل الجهاز، قال الباحثون إنه عبارة عن سلك متناهي الصغر، لا يتطلب أكثر من واحد مليلتر فقط من البول، لرصد دلالات السرطان على المستوى الميكروسكوبي في البول. واعتمد الباحثون في اختبارهم على رصد عملية التواصل بين الخلايا الحية التي تتم عبر سلسلة من الآليات، بعضها معروفة مثل إطلاق هرمونات معينة في مجرى الدم لتنشيط القلب. وأضافوا أن هناك وسيلة أخرى أقل شيوعًا للتواصل بين الخلايا تعرف باسم “الحويصلات خارج الخلوية”، وهي عبارة عن مشتقات من الخلية يمكنها أن تتحرك عبر الجسم لتوصيل رسالة إلى خلايا أخرى، وقد تبين مؤخرا أنها تعتبر عنصرًا بالغ الأهمية في نقل الرسائل بين خلايا الجسم، ومن بينها الخلايا المصابة بالسرطان. واستطاع الباحثون تطوير التقنية الجديدة لرصد هذه المشتقات الخلوية، واستخدامها للكشف عن وجود أي خلايا سرطانية في الجسم، فيما في ذلك البول الذي تتواجد فيه “الحويصلات خارج الخلوية” بنسب ضئيلة للغاية. ولاختبار التقنية الجديدة، قارن الباحثون بين عينات من “الحويصلات خارج الخلوية” تم عزلها من أشخاص أصحاء وآخرون تم تشخيصهم بالفعل باعتبارهم مصابون بسرطان المثانة أو البروستاتا أو غيرها من أنواع السرطان. ووجد الباحثون أن التقنية الجديدة اكتشفت وجود عدد أكبر من علامات السرطان مقارنة بالوسائل التشخيصية الأخرى المعمول بها. وقال الدكتور تاكاو ياسوي، قائد فريق البحث، إن “العثور على علامة محددة قابلة للتكرار للمساعدة في تأكيد تشخيص السرطان أمر صعب، لكننا فوجئنا أن التقنية المستخدمة في الجهاز قادرة على رصد أنواع مختلفة من السرطان”. وأضاف: ” نأمل أن يساعد جهازنا الذي لا يزال في مرحلة التجارب الأولية في وضع أساس لأساليب أسهل لتشخيص الأمراض التي تهدد الحياة، وذلك في أقرب وقت ممكن”. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن مرض السرطان، يعد أحد أكثر مسببات الوفاة حول العالم، بنحو 13% من مجموع وفيات سكان العالم سنوياً. وتتسبب سرطانات “الرئة والمعدة والكبد والقولون، والثدي وعنق الرحم”، في معظم الوفيات التي تحدث كل عام بسبب السرطان، وفق المنظمة.