كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية أن انضمام المغرب ل”المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا” “سيداو”، تأخر لأسباب “فنية” ولكن أيضا لوجود تحفظات سياسية. وجاء في مقال نشر على موقع المجلة أنه وخلافا لما كان متوقعا، لن يتم التصديق على انضمام المغرب الى المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا خلال قمتها ال 52 التى ستعقد يوم السبت 16 ديسمبر فى أبوجا “. وكان رؤساء دول “المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا”، المجتمعين في في مونروفيا، في يونيو الماضي، قد أعطوا موافقتهم المبدئية على انضمام المغرب إلى هذا التحالف الاقتصادي الجهوي. وأضاف نفس الموقع أنه و”قبل بضعة أسابيع، وبصفته البلد المضيف لقمة (سيداو)، ابلغ الرئيس الطوغولي فور غناسينغبي، الرئيس الحالي للمنظمة، أن عضوية المغرب لا يمكن أن تتحقق في قمة ديسمبر”، وبرر ذلك بأن “الدول الأعضاء لم تتلق في الوقت المناسب دراسة تأثير دخول المغرب إلى هذه المجموعة. لذلك، سيتم تأجيل قرار قبوله فيما بينها بشكل، لأجل قريب على ما يبدو في أوائل 2018، حتى يتمكن الجميع من دراسة هذه الوثيقة”. وذكر نفس الموقع أن “الرئيس الطوغولي فور غناسينغبي، أرسل في 9 ديسمبر رسالة إلى الملك محمد السادس يشرح له فيها هذا (العائق الفني). وفي اليوم التالي، في 10 ديسمبر استقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مهمة سرية إفي لومي ليعرب له شخصيا عن حقيقة أن هذه القيود لا تشكك في المشاعر الطيبة لرؤساء الدول الإفريقية فيما يتعلق بالعاهل المغربي”. وحسب نفس المصدر، فبالرغم من هذه الموافقة المبدئية، “إلا أن رؤساء هذه الدول لا يستطيعون أن يفرضوها على أجهزتهم السياسية والدبلوماسية المعادية للمغرب في قضية الصحراء”. وأشار الموقع، على الخصوص، إلى نيجيريا، التي تعتبر حليفا قويا ل “البوليساريو” في القارة. وجاء في نفس الموقع “بالرغم من أن العلاقات بين ملك المغرب والرئيس محمد بخاري وصفت بأنها (ودية)، فقد اتصل ملك المغرب مرارا بالرئيس النيجيري للاستفسار عن حالته الصحية، والأخير قد أكد دعمه لانضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، فإنه لم يتمكن من الوقوف أمام آلة سياسية و دبلوماسية نيجيرية عرفت تاريخيا بدعمها لنشطاء انفصال الصحراء”. وأشار الموقع إلى أن “الجنرال المسلم السابق (لنيجيريا) كان أول رئيس دولة إفريقية اعترفت ب (الجمهورية الصحراوية) في نوفمبر عام 1984، بعد سنته الأولى في السلطة التي جاءها في أعقاب انقلاب عسكري. وهذا يدل على مدى الدعم الراسخ الذي تتمتع به (البوليساريو) في السياسة النيجيرية”، حسب ما كتب نفس الموقع. ومما جاء في نفس الموقع، أن المغرب ونيجيريا، وبالرغم من تقاربهما الأخير بفضل عقد ضخم لبناء خط أنابيب للغاز في غرب إفريقيا واستثمار متبادل في الفوسفاط، فإن نيجيريا تبقى موالية ل “البوليساريو”. الموقع ذكر بأن الملك المغربي تلى ب “ترحيب واضح” (رسائل) الرؤساء الأفارقة، لذلك قرر أن لا يذهب إلى أبوجا، ولكن سيتم تمثيل المملكة من قبل الجهاز الدبلوماسي المغربي المنهمك في الاشتغال على الجوانب الفنية للانضمام لهذه السوق المشتركة. وقال الموقع إن “المغاربة تعلموا أن يكونوا مرنين عندما يشعرون بأن أصدقائهم الأفارقة قد يكونون محرجين إزاء آرائهم السياسية. وتشهد على ذلك مشاركة الملك محمد السادس، في نهاية نوفمبر، في قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في أبيدجان، على الرغم من الوجود المعلن ل “البوليساريو” التي تمكنت الجزائر من دعوتها بفضل معركة نفوذ قادتها داخل الاتحاد الافريقي”. وأوضح الموقع أن الرباط “لا تريد أن تعود إلى (معارك هامشية) تضع أصدقاءها الأفارقة في موقف حساس، وفي نفس الوقت لن يمارس المغرب سياسة الكرسي الفارغ، دون أن يتخلى عن مرمى هدفه الرئيسي: وضع حد لهذا (الانحراف التاريخي) الذي يدعى (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية)”.