في غياب الملك محمد السادس المتواجد حاليا بفرنسا، وجهت العديد من قيادات حزب العدالة والتنمية اتهامات ثقيلة إلى حكومة عباس الفاسي، وإلى بعض المقربين من الدوائر العليا، حسب ما جاء في مجموعة من مداخلات هذه القيادات كما تتبعتها "أندلس برس". فبالنسبة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، فقد صرح أن المقربين من الملك "مجرد فئران"، كما جاء في مداخلة له أمس الأحد أثناء انعقاد المؤتمر التأسيس لمجلس نساء العدالة والتنمية الذي فازت بسيمة الحقاوي بكرسي قيادته، وذلك في إحالة على أهم المقربين من الملك محمد السادس (فؤاد عالي الهمة ومنير الماجيدي)، كما جدد التأكيد أن العدالة والتنمية لا يعطي أهمية كبيرة لما أفصحت عنه وثائق ويكيليكس، والتي جاء فيها أن الملك لا يثق بمختلف الحركات الإسلامية المغربية، سواء كانت حركة معترف بها رسميا أم لا. أما مصطفى الرميد، فأكد في مداخلة له بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي في أشغال ندوة نظمتها الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بطنجة في موضوع: "المشهد السياسي الوطني في أفق الإستحقاقات المقبلة" أن حكومة عباس الفاسي مجرد "كومبارس"، لأنها بعيدة عن تدبير ملفات كبرة لا طاقة لها بها. وأضاف الرميد في نفس اللقاء الذي شارك فيه أيضا جعفر حسون، رئيس المحكمة الإدارية بمراكش سابقا وعضو المجلس الأعلى للقضاء، أن "الملكية التنفيذية التي كان يحكم بها قبل الاستفتاء ما زالت هي نفسها بعد الدستور الجديد، بالرغم من أن خطاب 9 مارس كان استجابة فورية جنب البلاد مشاكل نحن في غنى عنها والدستور كان دون مطالب العدالة والتنمية لكن اقتضى الأمر التعامل معه بإيجابية. وجاءت آخر الانتقادات، حسب متابعة "أندلس برس"، عن عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة للحزب الإسلامي، والذي أشار في ندوة نظمت أول أمس بالرباط من طرف المعهد العالي للبحث الزراعي، حيث المح إلى احتمال نزول حزب العدالة والتنمية إلى الشارع ورفع شعارات أكثر تطرفا وراديكالية من قبل إذا تم إقصاؤه من تشكيلة الحكومة المقبلة، وهي نفس التهديدات التي صدرت منق بل عن مصطفى الرميد في حوار سابق مع صحيفة "أخبار اليوم"، وتزامنا مع انتقادات حامي الدين، نشر موقع إلكتروني مقرب من دوائر رسمية، معلومات خطيرة عن تورط القيادي الإسلامي جاء فيها أن هذا الأخير، سبق له أن كان متابعا أيام كان طالبا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس من أجل القتل، وأنه اعتقل مباشرة بعد مقتل الطالب محمد أيت الجيد الذي كان معروفا بلقب بن عيسى، وانتهت القضية آنذاك بصدور حكم قضائي ضد القيادي، بسنتين. إنها لعبة حروب البيانات والتصريحات التي تسبق الحملة الانتخابية، وتتزامن مع التطورات الدموية التي تعرفها بعض الدول العربية، والتي أصبحت تخيف بعض المراقبين المغاربة، من المساس بطبيعة الاستثناء المغربي السائد اليوم.