في خطوة لها أكثر من دلالة، تلقى مصطفى الرميد، رئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، زيارة عزاء من نوع خاص، أول أمس، عندما زاره في منزله بالدار البيضاء المستشار الملكي محمد معتصم، لإبلاغه تعازي الملك محمد السادس في وفاة والده أحمد الرميد. معتصم حمل إلى الرميد رسالة خطية من الملك، تضمنت عبارات المودة والمواساة، حيث خاطبت الرسالة الرميد ب«محب جنابنا الشريف الأستاذ مصطفى الرميد، رئيس فريق العدالة والتنمية»، وتضمنت عبارات العزاء التالية: «نعرب لك ومن خلالك لكافة أسرة والدكم المبرور عن أحر تعازينا وصادق مواساتنا في هذا الرزء الفادح»، في إشارة إلى وفاة والد الرميد، وجاء فيها أيضا: «وإذ نشاطرك وأسرتك الموقرة في هذا المصاب الأليم مشاعر الأسى، ندعو لك بالحفظ من كل مكروه، وبالسداد في خدمة مقدسات الأمة وثوابتها». وقضى معتصم في بيت الرميد أزيد من ساعتين، وتزامنت الزيارة مع حضور وفد من حزب الاتحاد الاشتراكي لتقديم العزاء، منهم عضو المكتب السياسي محمد محب، وأعضاء الفريق البرلماني الاتحادي خالد الحريري ومصطفى الإبراهيمي وعائشة كلاع، إلا أن زيارة معتصم المفاجئة لم تتزامن مع حضور القيادات البارزة في العدالة والتنمية باستثناء البرلمانيين بسيمة الحقاوي وعبد العزيز العماري. وعبر مصطفى الرميد، في اتصال مع «أخبار اليوم»، عن تقديره لهذه الزيارة ولرسالة التعزية، وقال: «هذه الرسالة الملكية السامية تمثل التفاتة كريمة أشكر جلالة الملك عليها وأسأل الله له التوفيق والسداد». وبدوره عبر لحسن الداودي، القيادي في العدالة والتنمية، عن تقديره لرسالة التعزية، مكتفيا بالقول: «جلالة الملك أب للجميع وتعزيته لأحد ممثلي الأمة أمر عادي». وتأتي هذه التعزية بعد زيارة العزاء التي قام بها فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، لبيت الرميد مؤخرا على رأس وفد من حزب الأصالة والمعاصرة. وقرأ متتبعون في زيارات التعزية هاته نوعا من «التطبيع» و»إزالة الغيوم» في علاقة القصر بإسلاميي العدالة والتنمية عموما، وبمصطفى الرميد على الخصوص، الذي كانت مواقفه تشكل مصدر انزعاج لدى دوائر السلطة. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الهمة مارس ضغوطا عندما كان وزيرا في الداخلية حتى لا يتم انتخاب الرميد على رأس الفريق البرلماني في 2002.